خمسون سنة من النضال: الشبيبة الاتحادية في خدمة الشباب وقضايا الوطن

محمد أمجد المصمودي (*)

على مدى خمسة عقود، والشبيبة الاتحادية صوت الشباب الساعي الى التغيير، وتنظيم حاضن للأفكار التقدمية التي تؤمن بأن مستقبل المغرب يصنعه شبابه الواعي والحر والمسؤول أخلاقيا وقانونيا. وطيلة هذا المسار النضالي المستمر بتحدياته ونجاحاته، والشبيبة الاتحادية في خدمة الشباب وقضايا الوطن.
فمنذ تأسيس الشبيبة الاتحادية رافعة أساسية داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهي تدافع عن قيم العدالة الاجتماعية والمواطنة الحقة والمساواة، كما لعبت الشبيبة الاتحادية عبر مسارها النضالي دورا هاما من أجل البناء الديموقراطي للوطن، وساهمت في دعم الوحدة الوطنية والترابية والترافع من أجلها من مختلف الواجهات.
واليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الخمسون لتأسيس الشبيبة الاتحادية، نؤكد من جديد الدور المحوري الذي يلعبه الشباب المغربي في بناء مستقبل البلاد وتعزيز حقوق الشباب وبناء مغرب ديمقراطي متقدم، رغم كل التحديات الكبيرة التي تواجه المغرب في ظل حكومة ليبرالية غير مسؤولة ادخلت الوطن في أزمة اجتماعية على جميع الأصعدة، من ارتفاع للبطالة وارتفاع للأسعار وغياب الشفافية والفساد.. وهي النتائج التي أخرجت «جيل z» للمطالبة بسياسة عمومية تحفظ كرامة المغرب وشبابه من تعليم وصحة وتشغيل، خاصة وأن المدخل الأساسي للتمكين السياسي
للشباب لا يتأتى إلا من خلال تعليم جيد وضمان لحق الشباب في التشغيل. والشبيبة الاتحادية ملتزمة بالدفاع عن كل تلك القضايا الوطنية، وتسعى دوما الى تحقيق مجتمع اشتراكي تسوده الحرية والمساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية. إلا أن تحقيق ذلك بالشكل المطلوب، لا يتحقق بتهميش أدوار الدولة في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وترك المجال للاقتصاد الخاص للتحكم بالسوق.
وإذا كانت الشبيبة الاتحادية تأسست فيما مضى في ظل ظروف سياسية واجتماعية صعبة، حيث كان الحزب وشبيبته يعاني من قمع سياسي واقتصادي، فإن الشبيبة الاتحادية اليوم إلى جانب حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تمكنت من بناء نفسها كقوة نضالية فاعلة ومدافعة عن حقوق الشباب المغربي وتمكينهم اقتصاديا وسياسيا.
كما أتبتت الشبيبة الاتحادية حضورها وطنيا ودوليا، خاصة ونحن اليوم، في سياق الاحتفال بخمسينية الصحراء المغربية كذلك، لا بد ان نؤكد أن الشبيبة الاتحادية لعبت دورا مهما في دعم الوحدة الوطنية والترابية وتعزيز الحوار الوطني والتماسك بين مختلف الفئات الاجتماعية، ويكفي أن نعود فقط، للسنة الأخيرة لنجد أن الشبيبة الاتحادية تميزت بحضور وطني ودولي فعال، من خلال تنظيم العديد من النشاطات والفعاليات الهامة، منها استضافة المؤتمر الثاني للاتحاد العربي للشباب الاشتراكي، وتنظيم أيام الوردة الرمضانية، وعقد المؤتمرات الإقليمية، والمشاركة في اللجنة الأفريقية، وتنظيم الملتقى الأفرو-لاتيني، واستضافة رئيسة الاتحاد الدولي للشبيبات الاشتراكية، وتنظيم يوم دراسي بشراكة مع الفريق الاشتراكي. كما تدعم الشبيبة الاتحادية مبادرة الحكم الذاتي، ونظمت ندوات وملتقيات حول ملف الصحراء المغربية، وشاركت في اللقاءات الدولية لدعم الوحدة الوطنية والترابية للمغرب، ودافعت على أهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية للمغرب.. وهي جلها محطات عملت من خلال الشبيبة الاتحادية على دعم القضايا الوطنية والوحدة الترابية للمغرب.
وإذا كان الشباب المغربي يعيش اليوم تحديات بنيوية، فإن الشبيبة الاتحادية ستظل رائدة في الدفاع عن حقوق الشباب والوطن، وستبقى ملتزمة بمواصلة النضال من أجل تحقيق مجتمع أكثر عدالة ومساواة.
فلتحيا الشبيبة الاتحادية، ولتستمر في دعم القضايا الوطنية والوحدة الترابية للمغرب.

(*) عضو المجلس الوطني
للشبيبة الإتحادية

الكاتب : محمد أمجد المصمودي (*) - بتاريخ : 11/11/2025