درس آخر من سلسلة الدروس المغربية: بونو يحتمي بجدار اللغة
جلال كندالي
تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية، كما تتبعنا ذلك مباشرة، رفض حارس مرمى أسود الأطلس ياسين بونو، الحديث في المؤتمر الصحفي عقب فوز المنتخب المغربي على نظيره البرتغالي، الحديث إلا باللغة العربية رغم إلمامه باللغة الإنجليزية، الفرنسية والإسبانية كذلك.
الإعلاميون الغربيون حاولوا إرغام ياسين بونو على تغيير لسانه ليتحدث بلغتهم، إلا أنه تشبث بموقفه وخاطبهم قائلا: «ليست مشكلتي أنكم لا تتحدثون العربية ولم تحضروا مترجمين معكم».
موقف حارس عرين الأسود، درس آخر يلقنه المغرب للعالم في مونديال قطر 2022 ، ويحمل مايحمل من معان ودلالات ، وكانت الأخبار قد أكدت قبل ذلك، أن ياسين بونو قام بنفس الأمر في غير قطر، لكن هذه المرة، كان للموقف صدى أكبر، بحكم أن المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم ، فرض احترامه على الكبير قبل الصغير، بعدما قهر كبار المنتخبات العالمية، وأجبرها على مغادرة المونديال، بل أجبر الناخب الوطني وليد الركراكي، كبار المدربين، على تقديم استقالتهم.
موقف بونو ليس عجزا أو تكبرا، بل رسالة لمن يهمه الأمر، تقول بوضوح، إن المغرب والعرب ليسوا ذاك الحائط القصير الذي يمكن تجاوزه بسهولة ، وبالتالي لابد من احترام لغة الأمة العربية التي تمثل الهوية وقيمها الإنسانية وثقافتها بكل ما تحمله من حمولات حضارية عبر قرون وقرون.
موقف ياسين بونو، رسالة إلى الداخل وإلى الخارج معا، إلى الآخر، تفيد أنه آن الآوان لتعرفوننا أكثر، عرفتمونا أسودا في الملعب، وعليكم أن تعرفوا أيضا ونحن خارج الملعب، في ملعب الحياة كمواطنين عرب، أن لنا هويتنا وثقافتنا وطموحاتنا ورؤيتنا في هذا الكوكب الذي يجمعنا جميعا، ورسالة إلى الداخل، إلى الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، التي جعلها المغرب تتوحد على قلب رجل واحد وفؤاد امرأة واحدة، حيث لاصوت يعلو على صوت الإيمان بالقدرات العربية، فلاشيء ينقصنا، إذا ما خلصت النيات وتوحدت العزائم و الإرادات،فنحن شعب واحد ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وكما تقول الأغنية المغربية «هادي البداية، ومازال ومازال «.
طبعا من حقنا ، وهذا المعلن والمبطن من موقف ياسين بونو، أن نتبنى رسالة بونو،التي هي قمة في التواصل السياسي ، استعان فيه بالساحرة المستديرة وما أنجزه المغاربة في هذا المونديال الذي تحتضنه أيضا دولة عربية هي قطر ، لكي يقذف بالرسائل في شباك الآخر الذي هو الغرب تحديدا.
من حقنا أن نفرح ونسعد، ونطمح إلى معانقة الحلم الذي لم يعد منذ هذه الدورة حكرا على غير أمة العرب، بل نحن معادلة أساسية في هذه اللعبة، وأكيد لنا كل المقومات ليتجاوز هذا الحلم دائرة المستطيل الأخضر، ويمتد إلى جوانب أخرى سياسية واقتصادية وعلمية وهلم انتصارات.
وقبل ذلك ، كما قال المدرب وليد الركراكي ذات ندوة صحفية قبل انطلاق المونديال، ولخصت كلامه أغنية للفنان حسن المغربي، قبل انطلاق هذه البطولة العالمية، حينما قال:
قالها وليد وبكل صراحة
ماغادينش المونديال للسياحة
اللي بغا يسافر للتصاور والراحة
يخوي لبلاصة هادي راها ليكيب ناسيونااااال
معولين عليكم يا أسود الأطلس
معولين وكلنا إسبوار
حمرو لنا لوجه خليونا نفرحو
ونكتبو آن نوفو ديبار
الكاتب : جلال كندالي - بتاريخ : 13/12/2022

