مرت سنتان على انتخاب المجلس المدبر لشؤون العاصمة الاقتصادية ، ومنذ إمساكه بزمام الأمور لم يبد ولو خيط أمل يفيد أنه يتوفر على مشروع ثقافي شامل للمدينة ينشط أحياءها وفضاءاتها ، خصوصا في فصل الصيف حيث تكون مزارا لضيوف من مدن ودول أخرى ، بل الأنكى فبمجرد ما تبث المجلس الحالي هياكله على رأس المدينة سنفاجأ بقرار غريب صدم الجميع ، ويتعلق بمسح معرض الكتاب الدولي من على وجه أرض العاصمة الإقتصادية ، وهو المعرض الذي كان يشكل نقطة ضوء ثقافية في المدينة لسنين طويلة ، حيث تم نقل هذا المعرض إلى مدينة الرباط ، لم يبد المجلس أية مقاومة لاسترجاع المعرض وفي نفس الوقت لم يأت بأي بديل ، أمام اندهاش الجميع ، مر الصيف الفائت ولم نرأي ترسيم لمهرجان صيفي كباقى مدن المغرب وباقي العواصم العالمية ، الجميع اعتقد بأن المسؤولين ربما تأخروا في هذا الأمر ،كونهم منكبون على برنامج واعد بعد مرور ايام الدهشة الأولى ، لكن في هذا الصيف سيظهر بالملموس بأن جعبة الثقافة والترفيه فارغة عند الإخوة المدبرين ، رغم ان الميزانية المخصصة للتنشيط الثقافي والفني مهمة وهي بملايين الدراهم ، هكذا عاشت المدينة على إيقاع الخواء القادم من مكاتب المدبرين ، لولا بعض المهرجانات التي أقامتها بعض المقاطعات ، كما هو الحال بالنسبة لمهرجان الأغنية الغيوانية الذي تنظمه مقاطعة الحي المحمدي ، والذي بالرغم من ضعف الميزانية المخصصة له تمكن لسنتين من سد الفراغ الثقافي والفني الذي خلفه مجلس المدينة ، مصادر من مجلس المدينة تتحدث على ان الموكول لهم مأمورية تدبير هذا القطاع لا يتوفرون على أي تصور ، بدليل أنهم لم يقدموا للمجلس أي ورقة بهذا الخصوص منذ انتخابهم ، وهو ما يطرح علامات استفهام كبرى ويفتح باب التأويل ، هل الأمر يعني أن هؤلاء لايرون في الثقافة إلا شريطا مكملا للتدبير وهذا أمر خطير خاصة ونحن بصدد عاصمة المال والعمال التي تعد الثقافة جزءا من أعمدتها كما هو حال جميع عواصم المال والأعمال في العالم ، أم انهم لايتوفرون على أية رؤية في هذا الباب وهذا أمر أجل ، نذكرفي هذا الإطار أنا التدبير الثقافي في الولاية السابقة صرفت عليه في ست سنوات أزيد من 19 مليار سنتيم ، لم نطبع منها ولو كتابا أو مجلة تعرف بالمدينة والمتغيرات التي حصلت فيها بعد برنامج تنميتها ، ولا ورقة حول مناطقها أو على أعلامها وإبراز ما تزخر به ، في هذه الولاية سيتم صرف 24 مليارا إذا علمنا ان الميزانية المخصصة للقطاع في السنة هي ثلاثة ملايير توزع على 16 مقاطعة ، ومازال مجلس المدينة منكمشا متواريا عن الخوض في الثقافة