عليك نور : أوناحي للحكومة؟
كلنا يتذكر الملحمة التاريخية التي بصم عليها المنتخب المغربي لكرة القدم في كأس العالم بقطر. ونسترجع إلى اليوم لحظات الفرح والانتشاء بالمناورات الساحرة للاعبين الأبطال وبالأهداف الرائعة التي سجلوها في مرمى الفرف المنافسة. وليسمح لي محللو المباريات إن تطفلت على مجالهم، لأقول: إن هذه الأهداف، في الجزء الأكبر منها كان تتويجا للتمريرات الدقيقة بين لاعبي المنتخب الوطني. نعم، التمريرات المحكمة كانت عنصر الحسم في العديد من المباريات. تمريرات موفقة لمعظم اللاعبين، ومن بينهم عز الدين أوناحي الذي أبهر مدرب المنتخب الإسباني لويس إنريكي وجعله يقول: «يا إلهي من أين أتى هذا الرجل؟».
مناسبة حديثنا عن التمريرات، التمريرة في حالة شرود التي قام بها لاعب المنتخب الحكومي في خضم مناقشة البرلمان لمشروع قانون المالية لسنة 2024، تمريرة متسرعة لم تمكن من تسجيل الهدف.
فبعد أن جاءت الحكومة في مشروع القانون بإجراءات ضريبيبة تهدف إلى الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة المطبقة على استهلاك الماء والكهرباء واستعمال النقل، وعلى إثر الترافع القوي للمعارضة الاتحادية ضد هذه الزيادات والتنبيه إلى المنزلقات الاجتماعية التي قد يؤدي إليها ضرب القدرة الشرائية للمواطن واحتقان الشارع المغربي، يستدرك الوزير الأمر، عفوا يستدرك لاعب المنتخب الحكومي الأمر، وتم سحب الإجراءات المقترحة.
كان من الممكن أن تكون الخطوة محمودة لو تم احترام قواعد اللعب والتفاعل الإيجابي مع مبادرات المعارضة الاتحادية للإسهام في ترسيخ الممارسة الديمقراطية داخل المؤسسات. لكن لاعب المنتخب الحكومي فضل القيام بتمريرة في اتجاه لاعب كان في وضعية شرود: الأغلبية البرلمانية.
والمناقشات ما زالت جارية داخل لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، تجتمع الحكومة وأغلبيتها البرلمانية على الهامش لتعلن هذه الأخيرة تقديمها لتعديلات ضد الزيادة التي نددت بها المعارضة الاتحادية وتؤكد اتفاقها مع الحكومة على سحب الإجراءات الضريبية المرفوضة.
ليس بمثل هذه التمريرات غير الدقيقة، سنسهم في تطوير البناء المؤسساتي وتقوية الممارسة الديمقراطية. ومطلوب من المنتخب الحكومي التدرب على قواعد اللعب لإتقان تمريراته المستقبلية.
سيكون مفيدا إذا تفضل السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بوضع عز الدين أوناحي رهن إشارة الحكومة للإشراف على تربص تدريبي لفائدتها لتجويد مهاراتها في مجال التمريرات.