في أفق الملتقى الوطني الرابع للقطاع الطلابي .. هؤلاء قرصنوا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ووجهوا له الضربة القاضية

عبد السلام ألمساوي

القواسم المشتركة بين نزعة خرافية باهتة ظلامية ونزعة يسارية عدمية، القواسم المشتركة بين هاتين النزعتين افتقادهما لروح الانتماء إلى الوطن، وهول فقدان الثقة العدمي في المؤسسات، ومحاولة الهروب إلى الأمام من خلال الاختباء وراء نزعة ثورية منفصلة عن الجماهير الشعبية التي يتوهمون التحدث باسمها…
ولأجل الوقوف على التناقض بين الشعار والتطبيق؛ عندما يعجز اليسار العدمي عن لم الجموع حوله، وعندما يقتنع أن العنوسة الجماهيرية ضربته في مقتل، يلجأ لعشاق الزيجات المتعددة أي للتيار الديني الظلامي المتطرف كي يخرج له آلاف من الناس في الشوارع لئلا تبدو المظاهرات صغيرة وغير قادرة على قيام جماهيري، وغير متمكن من عنفوان ودليل عافية حقيقي في الشارع ..
لقد اختار اليسار العدمي سب وشتم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أكبر أحزاب اليسار وقاطرة قوى التقدم والحداثة، وتخندق مع قوى الخرافة … قوى الرجعية والظلام …وهنا أستحضر لينين ( اليسار المتطرف يلتقي موضوعيا مع اليمين المتطرف) !!!
بعيدا عن جدل التبريرات الانهزامية والمواقف العدمية التي تجتر أطروحة « احتضار « اليسار، بما هو خيار تقدمي، ومسار مجتمعي نهضوي مرتبط بمطالب وتطلعات الفئات الشعبية الواسعة إلى الديموقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية ؛ فإن معضلة اليسار كامنة أساسا في أزمة اليساريين ذاتهم الذين انعزلوا عن ديناميات الحركية المجتمعية، واختزلوا الانتماء اليساري في ترديد الشعار وإصدار « الفتاوى « اليسارية، بدل النهوض الفعلي، العملي، بمشروعه المجتمعي، بمقوماته المترابطة عضويا ؛ الفكرية والجماهيرية والنضالية .
ما عاد أحد يجادل في أن اليسار العدمي، غارق في خطابات التمجيد النابعة حكما من الحاجة المستديمة « للصنمية الثورية» .
لقد أثبت التاريخ فشل كل المحاولات التي أرادت أن تؤسس أحزابا على أقصى يسار الاتحاد الاشتراكي …أنشئت ( البدائل ) ووحدت في ( بديل )، وكانت الحصيلة، تجميع الأصفار ؛ دكاكين يسارية ونوادي سياسية منغلقة ومنعزلة عن الجماهير ، تنتج اللغو و( تبدع ) في سب وشتم الاتحاد الاشتراكي.
– اليسار العدمي تخلى عن القيم اليسارية الكونية، والنضال من أجل مجتمع ديموقراطي حداثي، وتخصص في ( النضال ) من أجل إعلان ( نهاية الاتحاد الاشتراكي ) … يسار عدمي تجاهل، عن سبق إصرار وترصد، الخصم والعدو الحقيقي للديموقراطية والحداثة…
– يسار عدمي متضخم الزعامات على الفراغ …وبنرجسية مرضية يتوهم امتلاك الحقيقة…
– منذ بداية البدايات، منذ السبعينيات وفي الجامعة، الذين ركبوا الغلو والتطرف وتموقعوا في الأقصى البعيد للاتحاد الاشتراكي، تحولوا مع الزمن إلى أقصى اليمين ( سبحان مبدل الأحوال ) …
– وهم كطلبة ( ثوار ) قرصنوا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ووجهوا له الضربة القاضية فلم تقم له قائمة ….
إن حزب الاتحاد الاشتراكي، وهو يقدم على المراجعات واتخاذ القرارات في المؤتمر الوطني 11، استحضر كل الخلخلة التي يتطلبها الحقل السياسي من أجل تعزيز قوى الحداثة، والطريق الذي لا يزال ينتظر المغرب في مجال التحديث، لقد تبين له أن اليسار المشتت والموزع على دكاكين بزعامات واهمة، والذي أنشأ ( بدائل ) ووحد ( البدائل ) في ( بديل ) على أقصى يسار الاتحاد الاشتراكي، سلوكا وممارسة، غير معني بالتحديث، وإنه تخلى عن القيم اليسارية الكونية، تخلى عن الإنسان، وإنه يبني إمبراطوريات النضال الوهمية في دواخل استيهاماته، لا هو متمكن من أدوات تطبيق شعارات يرددها وتنزيلها على أرض الواقع، ولا هو ممتلك ناصية الحديث مع الشعب الذي يتحدث باسمه ليل نهار رغم أن هذا الشعب لا يعرفه !!!
مرت تحت الجسور سيول، ولم يعد وفيا للفكرة اليسارية إلا الاتحاد الاشتراكي الذي ظل على الإيمان المبدئي الأول المبني على الانتماء للإنسان، العاشق للحرية والديموقراطية والحداثة، المتمثل لها فعلا لا قولا وشعارا فقط ….

الكاتب : عبد السلام ألمساوي - بتاريخ : 30/08/2023

التعليقات مغلقة.