في مؤتمرها الوطني التاسع الشبيبة الاتحادية .. رصيد نضالي يزيد ولا ينفد

وحيد مبارك

تختتم، اليوم الخميس، أشغال المؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية، الذي يعتبر لحظة سياسية بامتياز، وليست مجرد محطة تنظيمية، تربط الماضي بالحاضر، بالنظر للإرث النضالي الذي تمثله مدرسة شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وللتراكم التاريخي الذي حققته، مما جعلها تكون مدرسة حقيقية للنضال وللتأطير والتكوين لمختلف الأجيال التي تعاقبت، سواء التي تحملت المسؤولية داخل مكاتبها الوطنية أو باللجان المركزية ثم المجالس الوطنية أو على مستوى الجهات والأقاليم والفروع.
إرث سياسي بثقل نضالي كبير، قد لا يستحضر حجمهما الجميع، لكن من شبّ وترعرع داخل المدرسة وتدرّج في مراحلها المختلفة، من الخلية إلى الفرع، وفي القطاعين التلاميذي والطلابي، أو على مستوى لجنة الفتاة بالنسبة للإناث، مرورا بالمحطات المختلفة، النقابية منها والحزبية، التي ساهمت في منح شبيبة الحزب تكوينا متكاملا، حضر فيه الشق النظري والعمل الميداني في كل المجالات، يعي جيدا قيمة هذه المدرسة وحجم التضحيات التي بذلها شبابها، إناثا وذكورا، الذين دفع الكثير منهم ثمنا لها، من حياتهم وسلامتهم الجسدية وحريتهم وهم يواجهون مختلف تلاوين القمع المختلفة، ويخوضون المعارك الضارية، التي تغيّرت شخوصها وهندستها، لكنها ظلت معارك للتحرر من مختلف القيود التي أريد لها أن تطوّق الشباب، فكريا وسياسيا وحقوقيا.
مدرسة، مرّت منها أسماء كثيرة، خلقت الحدث وصنعت الموقف، وناضلت لأجل المشروع الاتحادي، دفاعا عن التحرير والديمقراطية والاشتراكية، وتواصلت المسيرة النضالية التي كانت تتغير على مستوى الشكل وفقا لخصوصيات كل مرحلة، ظلت خلالها مدرسة الشبيبة على امتداد كل هذه السنوات مستقطبة لكل الأجيال والفئات والشرائح الاجتماعية، مدافعة عن مغرب الحقوق والعدالة، وها هي اليوم ترفع هذه المرة خلال مؤتمرها الذي امتد لثلاثة أيام شعارا بكل القراءات والدلالات والمتمثل في مغرب الكرامة والحرية والمساواة.
شبيبة ظلت حريصة على الفعل السياسي المتميز، داخليا وخارجيا، مصرّة على الترافع عن قضايا الوطن مدافعة عن وحدته الترابية، مبدعة في خلق النقاش الفكري المتميز، وفي قيادة المبادرات، وهو ما عكسته الكثير من المحطات، آخرها عدد من المبادرات التي سهر على تنظيمها المكتب الوطني الذي تنتهي ولايته خلال هذه المحطة تحت إشراف وتأطير حزبي، حيث تم إيلاء الأهمية البالغة للقضايا المحورية التي تشغل بال العالم بأسره، كما هو الشأن بالنسبة للبيئة والماء، ولقضايا التعليم، والطفولة، وحقوق النساء ومواجهة التمييز، وغيرها من المحاور التي كانت دائما موضوع اهتمام كبير من الشبيبة الاتحادية.
اليوم من خلال مؤتمرها الوطني التاسع، تعيش الشبيبة الاتحادية عرسا نضاليا جديدا، ينضاف إلى أعراس سابقة حملت الأمل وكرّسته وسعت لتحقيقه، الذي سيتم من خلاله تسليم مشعل قيادة الشبيبة، لمناضلات ومناضلين، بعضهم سيشكل الاستمرارية، والبعض الآخر ستكون مسؤوليته الجديدة خطوة تكوينية أخرى في مساره النضالي. وسينتظر الجميع من شبيبة الاتحاد أن تحمل هذا المشعل ليضيء درب المستقبل، ويحيل القتامة التي تحيط بالعمل السياسي وبالنقاش الفكري إلى نور، لتدافع وبكل مسؤولية وبمنتهى النضج، على غرار ما كانت عليه دوما، عن قيم الحزب ومبادئه ومشروعه وبرنامجه، في مختلف الواجهات، وأن تفتخر بأنها استمرار لأجيال ظل التاريخ يؤكد أنها فخر لحزبها ولوطنها، ورصيد نضالي يزيد ولا ينفد.

الكاتب : وحيد مبارك - بتاريخ : 29/09/2022

التعليقات مغلقة.