كلمة.. المتقاعدون للحكومة ..مازلنا احياء 

محمد الطالبي

آلمني جدا و أتعبي نفسيا مشهد من أمام مجلس النواب بالرباط بشارع محمد الخامس بالتحديد،
مات المتقاعدون والمتقاعدات… يحملون اليافطات ويصنعون يافطات من كرتون لأجل تبليغ رسالة إلى الحكومة في شان حقوقهم وحقوقهن المهضومة في مختلف القطاعات التي افنوا عمرهم (هن) فيها،  لا اقول زهرة شبابهم ولكن حياتهم فهم بحكم الواقع والظروف الصعبة، صاروا قسرا في أرذل العمر .
في المقابل، وأمام محطة القطار و غير بعيد من أصوات وحشرجات المتقاعدين، صادفت مجموعة من المتقاعدين من دولة أجنبية وهم بألبستهم الصيفية الانيقة، اساريرهم المنشرحة، يلتقطون صورا ربما للعبرة أو للتاريخ أو غير ذلك… مشهد استحق اثارة انتباههم فوثقوه ليحكوا لساكنة بلادهم عن كيف نجازي المتقاعد ونعترف باثره في الدنيا الفانية.
شكل الهندام والمتناقضات التي تحملها الصورة للمجموعتين والإنهاك البادي على من قضوا ازيد من اربعين  سنة  من الكد والبذل والعطاء لتدفعهم الحكومة الى الشارع للاحتجاج والصياح دون احترام لوقارهم ولسنهم  ولادوارهم،  فهم الاباء وهن الامهات فهل من جحود وقلة وانعدام المسؤولية  اكثر من الفرجة  على اباءنا ونحن اباء ومشاريع متقاعدين إذا ما بقيت الصناديق وبقي التقاعد الذي هو حق مؤدى عنه وليس منحة من الحكومة التي تدعي البعد الاجتماعي، دون ان يرف لها جفن او تعلو محياها مسحة حياء.
المشهد وقع امام البرلمان الذي يوجد في عطلة وسياتي ومعه الحكومة بعد ايام، فهل قضية مثل هاته وصورة مثل هاته لا تستحق التداعي السريع للاجتماع والاعتذار لاباءنا وامهاتنا واتخاد ما يلزم من قرارات لاجل تسوية وضع شاذ.
إن الخروج للشارع هو صيحة وطلب انصاف وليس ملفا سياسيا ام ان الحكومة الاجتماعية لا يهمها شيخ ولا رضيع ولاشباب، في الشارع متسع للجميع.
متى نرى متقاعدينا في المطارات والموانىء في خرجات ترفيهية  وسياحية داخل الوطن وخارجه لا محتجين امام البرلمان طلبا لانصاف مستحق  .
لو ان الحكومة وبعيدا السياسة والمعادلات، قريبا فقط من الاخلاق والاعراف، بحس انساني لفكرت مليا و لا استحت من سماهم وسحناتهم ومضهرهم ..
المتقاعدون احتجوا للانصاف، من أجل  الرفع من قيمة المعاش الهزيل والجامد  ورفع الظلم الضريبي المتمثل في الاقتطاعات الضريبية الجائرة المسلطة على
معاشات المتقاعدين التي تحتاج الى معاش…
يطالبون بتمتيعهم بخدمات مجانية في الصحة والنقل العمومي، وتخصيص مجالات للترفيه وأندية رياضية لفائدتهم..
قالوا للحكومة نحن مازلنا على قيد الحياة ومازلنا نتنفس هواء الوطن وحب الوطن…
ربما سياتي ذكرهم في الاحصاء او في تقارير السلطات المحلية و قد يذهبون للمحاكم من اجل الاعتراف بانهم فعلا مازالوا على قيد الحياة .
لا ننسى ان هناك شهادة ادارية في المغرب يطلبها الاحياء ليؤكوا للادارة انهم احياء…

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 03/10/2024