كلمة :  المغرب فرنسا رابح- رابح

محمد الطالبي

أخيرا قالت فرنسا، عضو مجلس الأمن الدولي والفاعل الرسمي في إفريقيا، كلمة لها ما بعدها حول الصحراء المغربية .
أخيرا اعترفت فرنسا بالسيادة المغربية، فبعد الرسالة التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس، بعد أن حسن رؤيته ومعه الجمهورية الفرنسية، ونظر بوضوح إلى الاستراتيجية المغربية والوحدة الترابية للمغرب، والإجماع المغربي والصمود والالتفاف حول مغربية الصحراء، وأن التقسيم أو التشكيك مآله الفشل والإفشال، دقت باريس ساعة الحقيقة وأعلنت أن الصحراء مغربية ومغربية فقط .
كان عاهل البلاد على موعد مع التاريخ ومع الوطنية المتجددة، وأن لا شيء يعلو على الوحدة الوطنية، والتاريخ المعاصر يشهد: المنفى أقرب وأرحم من التفريط في الوحدة الوطنية .
سيكون في علم فرنسا أن هذه الأجيال وكما الأجيال السابقة والأجيال التالية، لن تفرط في حبة تراب أو رمل من هذا الوطن، وذلك هو طريق المصالحة والندية والوطنية.
بات جميلا أن يأتي من سيتحدث باسم الجمهورية الفرنسية عن بلد اسمه المغرب، وعن إفريقيا، وعن المعادلات الجديدة في حضرة دولة المغرب وبحضور  رسمي كبير للدولة المغربية في شخص عاهلها .
المغرب يشكل أحلام القارة العجوز وعلى رأسها فرنسا، ويمثل الاقتصاد دافعا أساسيا بل ولغة رصينة لعلاقات  جنوب- جنوب، والتي سماها المغرب بالبنط العريض سياسة رابح- رابح، والأرقام تقول ما يعكس ذلك، فالفرنسيون المقيمون بالمغرب يمثلون أكبر جالية أجنبية في المملكة بحوالي 54 ألف مواطن فرنسي، كما أن
فرنسا حافظت على مكانتها باعتبارها المستثمر الأجنبي الأول في المغرب إلى غاية 2022 بحصة قدرها 30.8% ومبلغ مستحق قدره 204.1 مليار درهم (حوالي 20.7 مليار دولار).
المغرب تحرر، وفرنسا آمنت بذلك، ويبقى احتساب الزمن السياسي بمنطق رابح-رابح أيضا .

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 31/10/2024