كلمة :  حكومة « القنطرة كذَب  والحديد  الرقيقة»

محمد الطالبي

لغة الخشب التي تعتمدها الحكومة أثناء الرد على تساؤلات النواب، أقصد لغة «كل شيء على ما يرام»  تحتاج صرخة من ممثلي الأمة، أغلبية ومعارضة، انتصارا للحقيقة  ولقول الحقيقة لأجل التجاوز لأن الاستمرار في ممارسة منطق صرخة الواقع التي تحدثت عن «الحديد الرقيقة والقنطرة كذبة» لن يفيد في معالجة قضايانا.
إن اعتلاء منصة البرلمان كسلطة فوق سلطة الحكومة، رقابيا وتشريعيا،  ونفي الواقع لا تعني انتصارا على المعارضة ولا على الأغلبية، بل تبخيسا للمؤسسة الدستورية أمام الشعب الذي يتابع عبر الشاشة و أمواج الإذاعة والإعلام المكتوب والإلكتروني ، ولأنه لا يمكن تغطية الشمس بالغربال.
اليوم، ضحايا الزلزال ما زالوا  في العراء والسبل مقطوعة بفعل الفيضانات والموسم الدراسي مازال يعيش مخاض الولادة، والرياضة يكاد وجودها يكون منعدما في المدارس والجامعات،  والصحة بيد الله في غياب الأطر الصحية ونقص الأطر والأدوية، والمواد الفلاحية أسعارها ملتهبة، لكن الحكومة تقول للجميع في كافة القطاعات، أصوات الشارع كذب  والمعارضة سياسة والفيضانات كذب و..و.. و.
ترتيبنا في مؤشرات الفساد يزداد درجات ودرجات، ثقة المغاربة تحت الصفر ولكن بالنسبة للحكومة هذا الواقع كذب وبوليميك .
فبأي منظار ترى الحكومة الواقع؟ أليس بمنظار كاذب من كذّب.
التخوف ليس من الكذب بل من تطبيق القاعدة التي تدعي أنه حين يكذب المواطن على الحكومة فهي جريمة وفعل يستدعي المحاكمة، أما حين تكذب الحكومة على الشعب فهي سياسة ؟ فكم من السياسيين لدينا يتعاملون بمنطق كذب.
تعد مهمة مراقبة العمل الحكومي ثاني اختصاص بعد تشريع القوانين بمجلس النواب، وتمارس علنا وبشكل دائم، وذلك من خلال اللجان الدائمة المعنية بالمجلس، حيث يمكنها أن تطلب الاستماع إلى مسؤولي الإدارات والمؤسسات والمقاولات العمومية.
كما يمارس المجلس مهمة الرقابة في إطار الجلسات العامة، حيث تخصص جلسة عمومية كل أسبوع تقوم خلالها الحكومة بالإجابة عن الأسئلة الشفهية التي يقدمها النواب، وتخصص جلسة عمومية يعرض فيها رئيس الحكومة البرنامج الحكومي عند تعيين الحكومة، وفي إطار الأسئلة الكتابية التي تسمح للنواب بمتابعة القضايا ذات الطابع المحلي.
يعرض رئيس الحكومة أمام البرلمان الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، وتخصص جلسة سنوية من قبل البرلمان لمناقشة السياسات العمومية وتقييمها.
لا نجاعة بدون شفافية وبدون وضوح وبدون… كذب .

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 17/10/2024