كلمة .. سياسة الحقيقة

محمد الطالبي 

الأمم  تتقدم وتتطور بارتفاع منسوب الثقة التي تجمع بين مواطنيها ومؤسساتها، وهذه الثقة تؤسس وتبنى عبر ممارسة ديمقراطية ترتكز على الشفافية والواقعية وإبداع الحلول الممكنة التحقيق بما يغير من الواقع والتحكم فيه .
لكن ما دافع عنه عنوة وزير التشغيل في حكومة عزيز أخنوش فيه كثير من التجني وكثير احتقار لذكاء المغاربة، كما رافقته أيضا تصفيقات شاحبة تشبه شهادة زور لا مجال لها تحت قبة مفترض فيها أنها صوت الشعب .
أن»يتطاوس « ويتطاول وزير على نواب البرلمان وعلى الشعب المغربي قاطبة، ويدعي فتحا عظيما ومنجزات لم يجد بها التاريخ إلا معه ومع حكومته، ويرسم كالناحت على الرمال صورة لما يقارب 400 ألف منصب شغل من إبداعه ومن مخيلته، ويلصق التهمة بمؤسسة الضمان الاجتماعي باعتبارها صاحبة الأرقام البطولية في لوي مشوه لعنق الحقيقة، والحال أن حصيلة التشغيل بالكاد بضع مئات أو حتى آلاف، فالأمر يتعلق هنا بأرقام مفترى بها وعليها، تتعلق بمناصب مؤقتة وغير قابلة للحياة مثلما سمي أوراشا، أو عمالا موسميين أو التحاق بعض الناس من القطاع غير المهيكل بالضمان الاجتماعي …
في الحقيقة كان الأمر صادما جدا للنواب ولمن فرض عليهم الاستماع لأرقام من نسج الخيال.
إن ما نحتاجه هو سياسة الحقيقة وحقيقة الوضوح لا الضحك على أمة، ماعدا إذا  كان أعضاء حكومتنا يتحدثون باسم أو عن  بلد غير المغرب !

الكاتب : محمد الطالبي  - بتاريخ : 26/10/2023

التعليقات مغلقة.