كلمة .. صورة الحكومة
محمد الطالبي
تكاد الصورة الرسمية التي عممتها الأغلبية الحكومية، عقب اجتماعها بالرباط في بداية الاسبوع، تقول عكس كل ما تم تدبيجه عن تماسك مكوناتها، وتناسق مواقفها تجاه كل القضايا، ذلك أن تجمع بين خمسة أعضاء، اثنان يمثلان حزب التجمع، وآخران يمثلان حزب الاستقلال، والخامس يمثل القيادة الجماعية للبام (الحزب الذي لم تعد قيادته الجماعية ثلاثية بعد تجميد عضوية أحدهم).
خارج الصورة نسجل غياب أو تغييب رئيس مجلس المستشارين وحضور رئيس مجلس النواب؛ وهي إشارة دالة على وجود أزمة عميقة سارية داخل مكون من مكونات الأغلبية . كما تقول الصورة، أيضا، أن أغلبية أعضاء الحكومة من التكنوكراط والقابضين على مفاصل الشأن الحكومي، مثل الصحة والداخلية والخارجية.. ليس لهم تمثيل في الاجتماع، والأكيد أن لا أحد لا يمثلهم فيه.
الصورة تقول أيضا أن هذا الجزء من الحكومة اجتمع ليقول بأن كل شيء على ما يرام، ونوه بالعمل الكبير الذي تقوم به فرق الأغلبية البرلمانية في مجلسي النواب والمستشارين،
الأغلبية المتوهمة لم تقدم نقدا، ولا حتى أسفا لما يقع في البلاد من دخول مدرسي حارق ومتعثر، ذلك أن حوالي 43 ألف أستاذة وأستاذ مازالوا لم يلتحقوا بفصولهم، لانهم منشغلون بالإحصاء العام. كما أن سكان الحوز مازالوا عرضة للإهانة في أقصى الجبال، وما زال بعد أكثر من عام يسكنون الخيام. ولم تلتفت الحكومة إلى شهداء الماء والفيضانات في أكثر من منطقة.
ولم يتحدث المجتمعون عن آلاف الشباب الذي توجهوا ( أو تم توجيههم، ولتختر هي ما تشاء من تسميات) إلى شمال الوطن من الالتحاق بأوروبا، طمعا في لقمة عيش كريمة.
لم يتحدث المجتمعون على الأفق الخطير الذي صنعته حكومة التي ضربت القدرة الشرائية للمواطنين، وتمارس عكس ما تقول. ولم ينبسوا ببنت شفة حول الكيفية التي استقبلت بها الحكومة نتيجة الانتخابات الجزئية الأخيرة.
الصورة تقول، بشكل واضح، أن منطقا سياسيا آخر يمارس . أما نحن فنستنتج أن لا عدالة اجتماعية بدون دمقراطيين اجتماعييين، وأن فشل المشاريع الاجتماعية سببه الليبرالية المتوحشة التي تؤمن بمنطق الربح ولا ترى عيبا في “تسويق الأوهام والكذب” !
نشير، قبل الختم، أن الحديث عن “التكنوكراط” لا يعني بالضرورة أن مقابلهم هم السياسيون، وهذا أيضا من وحي الصورة !
الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 26/09/2024