كلمة : مدى الحياة! 

محمد الطالبي

اعتادت الحكومة الحالية تجاهل الملفات الحارقة التي تعرفها الساحة الاجتماعية والنقابية والسياسية المغربية بل وترك الحبل على الغارب، ولا يهمها هدر الوقت والإمكانيات،على شحها .
الأزمة المفتعلة مع المحامين، رجال ونساء البذلة السوداء، الذين يعتبرون ركنا من أركان العدالة، وهي الأزمة التي استمرت زمنا ثمينا تم خلاله هدر حقوق الناس عبر تعنت وحلف طرف حكومي بأغلظ الأيمان، بعدها وقفنا على أزمة التعليم بإشكالاتها العميقة والمعمقة وحتى المتعددة، واختارت الحكومة مواجهة الآلاف ممن قررت هي واختارت هي دمجهم ضمن منظومة التدريس بدون شروط ولا مواكبة .
لقد سعت الحكومة إلى التأزيم خارج نطاق المنطق فوجدنا أنفسنا أمام تنسيقيات وأشكال تنظيمية مستجدة ألغت النقابات وضربت الوسائط المعروفة.
بعدها اختلقت نفس الحكومة إشكالات مع مؤسسات الحكامة المنصوص عليها دستوريا، وحاولت تخطي الجميع دون موجب حق ولا قانون، كما يقول بسطاء الوطن!
ثم اختلقت أزمة مع قطاع الصحة حيث كلفت ممثلها في القطاع  برعاية حوار “الطرشان”، ولما انتهت الأمور رفض كبير الحكومة نتيجة الحوار لنعود إلى المربع الأول وإلى نفس النتيجة، ووجد الوزير نفسه غريب الدار وغير معني بالحوار، ومرت الأيام وأطلق عزيز أخنوش الليبرالي جدا خراطيم المياه  في عز شح المياه وأزمة العطش، وابتل نساء وجال التعليم، وكادت تقع الوقيعة لولا الألطاف الإلهية ولولا أن للوطن ربا يحميه .
وكانت الصدمة قوية، أي أن راعي الحوار الأصلي أمر باستمرار الحوار مع نفس من أفشل له جولة الحوار…
وسمعنا في قبة البرلمان كلاما خطيرا عن مؤامرة لإسقاط بعض الوزراء من طرف إخوتهم، وكأن قصة يوسف وإخوته مستمرة معنا في العصر الحكومي الحالي .
بعيدا عن هذا التاريخ، كان للطلبة والطالبات من أطباء وصيادلة الغد وقفة مع وزير  وصي على التعليم العالي، ولو بأفق لا يعرفه أحد، واستمر شد الحبل بين الحكومة والطلبة، حد لي الذراع،
بل أقحمت المؤسسة البرلمانية في الصراع وأريد انتهاك الدستور بجعلها وسيطا في الصراع لترعى تحكيما ما أنزل به الدستور من نصوص !
في كل مرة يطل علينا تضارب المصالح بل وضاربها شخصيا عزيز أخنوش، من زاوية البطل المنقذ، ومنتج الحلول، في لعبة كنا نسميها في الصغر “الغميضة” .
لكن حجم الوطن وأفق الوطن وإكراهات الوطن تتطلب جرأة وشجاعة من أجل الوطن، وإلى ذلك الحين سنظل نجتر الألم: أغلبية ترفض حتى تصديق أن هناك قانونا وأعرافا ومتابعين أمام القضاء وبقرينة البراءة أولا، يتوجون مدى الحياة ؟ !
ختاما، من الصعب جدا الارتجال في حب الوطن أو اختراع وطن للحب …
هي قضايا للمستقبل، للوطن، للقادم منا، ومن أجلنا !

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 18/07/2024