لا أَحدَ، لا شيءَ يهزِمُ خَلَـــفَ وكلماتِ النُّبُـــــوّة

أحمد المديني

تحتاج كلمــــــاتي إلى جَمْـــــرِ الكلمــــات
تحتاج الحناجـــــرُ إلى رَعْـــــد الأصوات
والصوتُ يحتــــــاج إلى سُعـــــار صراخ
ذاك الهاجــــــعُ المختنقُ في الأكــــــواخ
في حناجرها حُبس نحيــــــبُ الأمهــــات
لا يُحدُّ ليستــــوعبُ حِدّتَه أيُّ غَضــــــب
****
كان عليكَ، إذن، أن تعلم تتعلّمَ لغةَ الأرض
كما كان عليكَ أن تتهجّى أبْجَديةَّ التّــراب
كذلك الصخرَ طمَرَ الأجســـــادَ لمَّا انقـَضّ
والقرآن، تحبُّه ثم تتلــــوه على مضَــض
يقول:» إذا زُلزلت الأرضُ زلزالَــــــها»؛
الأرض بلعتْ أولادنا دكّتهم دكًّا بالضِّـــد
****
كفَى، موتَى الزلازل أكبـرُ من أيّ عـزاء
منّا جميعًا، أوّاه، مهما سما وجلّ الدعاء
نيامًا حمامًا كانوا لمّا هي أخرجت أثقالها
لم تُمهِلهم ولو شعرةً كي يسألوا ما لَـها؟
سمعوا خفوتًا،فقط، أنّ ربَّك أوْحَى لــها
وأنّهم مَن اصطفاهم لقبورٍ في السمـــاء
****
أُقسمُ بهذا البـــلد، ووالــدٍ وما ولـــــــد
ما علِمتُ الأرض تنشقّ هكذا من كَمَــد
والرُّضّعَ يُفطَمون من حليـب الجبـــــال
ليُوأدوا يلثغون تحت جثاميـن الرّجـــال
والماعزَ والكلابَ وكلّ ما خلق الصّمـد
أفي رمشةِ عينٍ تذهبُ الحياةُ إلى بدَد؟!
****
لا عين أعصِرُها، وما جدوى البكــــاء؟!
لا صدر متّسِعٌ للعويل،قد اختنـق الهواء
حاشَا أكذِبُ على الموتى فأنا من الأحياء
انظروا، يفترشون أجسادَهم في العـــراء
وثكلى تبحث في الرّدم عن فِلذَتِها أسماء
وهندُ، كيف أرثيها ولِمَ يا ربَّ السّمـــاء؟
****
مَنْ قتل الكلماتِ ونضَّدها شاهدةً للكفــن؟
وهجّر الطيرَ من وُكناتِه وكسَّر الفَنـــــن؟
وصبيةً في الفجر يقرؤون قُل هو الله أحـد
ورعاةً في البراري يسوقون قطعانَ الأبـد
ما أكملوا الآيةَ الموتُ بالمرصاد لهم كمَن
أوَ يُسعفنا حزنٌ لعمري أكبرُ من حجم وطن؟!
****
تحتاج الكلمات بعَزمٍ وحزمٍ إلى القُـــــــوّة
إرمَ ذاتِ العمـــــــاد تعلو بنيانًا فوق الهُوّة
اليساريُّ السّعيدُ منشرحٌ بوجهه في المرآة
اقعُد فإنك الطّاعنُ الكاسي وقهقِه في سُبات
نحن أدرى طريقُنا سيطول بالصّبر والأُبوّة
نحن لها لا يُهزم أبدًا أبناءُ وكلمات النُّبـوَّة
****
يا شعبَ سيّدِ الحبــيـــــبِ المصطـــــــفى
ربُّك اختار منك الأصفَـــــــى واصطفـــى
قبل حينٍ بدّل الحـــــــبُّ حِضنًا وديــــارًا
قد وُلدنا رأتنا قفارًا وغدًا نراها عمـــارًا
وأنت يا سِبــــــطَ الرسول بالعهد وفَـــى
محفوفٌ بشعبٍ كلّه إليك بالحبّ هفَــــــا

الكاتب : أحمد المديني - بتاريخ : 20/09/2023

التعليقات مغلقة.