ليلى الوادي .. زهرة النضال وأقحوانته

محمد الطالبي

جرت العادة أن يرحل الموتى وحدهم، يواجهون قدرهم أو هكذا توهمنا مذ كنا، وهو اعتقاد أخذ أحيانا طابع المسلمة والحقيقة…
لكن رحيل ليلى أثبت العكس، فهي وإن كانت قد رحلت وحيدة لكننا جميعا نواجه قدرا جماعيا…
إخوة ليلى
رفاق ليلى
زملاء ليلى
وأحبة ليلى …
انكسرت الطابوهات، وحدها الدموع أكملت الرسالة …
كثيرون وكثيرات اتصلوا واتصلن، لم نجد معا من لغة للتعبير غير دمع رقراق يجري في محراب الوفاء والصمود كما صمدت ليلى …
الأصوات البعيدة من كل الأمكنة لم تستطع نعي ليلى
لأن الكلمات كانت احترقت قبل وبعد الأوان
نعم يا ليلى
أعرف أنك لن تهتمي
بالحضور والغياب
لأن قلبك الطيب
لم يخطئ أبدا في تحديد معدن الناس
والقيم
كيف لا وأنت
غصن زيتون
من شجرة وزان المباركة
حيث الشهيد
عبد السلام
الحي فينا للأبد
أعرف يا ليلى تطرفك
في الصداقة
وفي الأخوة
وفي اختيار الخنادق
والرفاق
وفي تحمل الخيبات
بابتسامة تغني عن القول
وتلج القلوب
ماهنت أبدا يا ليلى
ما انسحبت
رغم الداء وكيد الأعداء
صارعت ابتسامتك
كل الأحقاد
والمزيفين
أنت انتصرت للحقيقة
فوق الألم وفوق الاختيار
منحدرات دروب النضال
تعرفك
جرح الوطن سكنك
وأنا لا أملك
يا ليلى
وباسم رفاقك
الذين تعرفينهم
كما لا أحد يعرفهم،
غير البوح مرة
أخرى
لما تعاهدنا
عليه
باقون يا ليلى
باقون ياليلى
باقون ياليلى…
سنخرج من أحشاء الليل
منتصرين
للأغاني
وليلى فينا
سيل التيار
ورمز الأخيار…

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 06/08/2022

التعليقات مغلقة.