مؤتمر استثنائي في ظرفية حاسمة:الاتحاد الاشتراكي يعقد عرسًا نضاليًا بوحدة غير مسبوقة

نورالدين زوبدي

على إيقاع تحضيرات حثيثة تعبّئ قواعد الحزب في كل ربوع الوطن، يعقد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤتمره الوطني الثاني عشر أيام 17 و18 و19 أكتوبر الجاري بالمركب الدولي لبوزنيقة، في أجواء توصف بالاستثنائية من حيث التنظيم، التعبئة، والوحدة الداخلية.
ويأتي هذا المؤتمر الوطني تتويجًا لمسار طويل من العمل التنظيمي والتواصلي، انطلق منذ شهور، وشمل كافة الأقاليم، حيث تميزت المؤتمرات الإقليمية بحضور جماهيري لافت، وأفرزت قيادات محلية وإقليمية جديدة تتسم بالحيوية والانخراط، مما ساهم في خلق تعبئة جماعية لضمان نجاح المؤتمر في أفضل الظروف.
السياقات الوطنية والسياسية التي ينعقد فيها المؤتمر فرضت تعبئة شاملة داخل الحزب، وهو ما تحقق بالفعل، إذ تجندت كل الطاقات الاتحادية من مختلف المواقع لضمان تنظيم جيد لهذا الاستحقاق الهام. وقد تجلى الحماس في التنافس الديمقراطي على تمثيلية الفروع، حيث خاض مناضلو ومناضلات الحزب انتخابات محلية جرت في أجواء شفافة ونزيهة، تعبيرًا عن الرغبة الجماعية في المساهمة في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
ما تحقق من جاهزية وإجماع داخل الاتحاد، لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة دينامية تنظيمية غير مسبوقة امتدت من شمال البلاد إلى جنوبها، أُعيد خلالها رصف الصفوف وتعزيز جسور الثقة بين القيادة والقاعدة، عبر آلية مستمرة للإنصات والاستماع إلى صوت المناضلين والمناضلات، مما سهّل عملية التحضير وسرّع وتيرة التعبئة.
وقد كان لهذه الدينامية زخم خاص بفضل الجولات الميدانية المتواصلة للكاتب الأول للحزب، الذي جاب مختلف جهات الوطن، باعثًا روحًا جديدة في التنظيم، ومرسخًا ثقافة القرب والحوار والوضوح، مما انعكس مباشرة في الحركية التي يشهدها الإعداد للمؤتمر الوطني.
الإجماع الواسع في صفوف المناضلين والمناضلات حول إنجاح المؤتمر، جعل منه محطة سياسية محط أنظار ومتابعة من مختلف وسائل الإعلام والمراقبين للشأن السياسي الوطني، لما يشكله من لحظة فارقة، ولِما يُنتظر أن يُسفر عنه من مواقف ورؤى تُغني النقاش العمومي، وتُعزز موقع الاتحاد الاشتراكي كفاعل سياسي لطالما كان سبّاقًا في طرح المبادرات الفكرية والسياسية الجريئة.
تحت شعار «مغرب صاعد: اقتصادياً… اجتماعياً… مؤسساتياً»، يعكس المؤتمر الوطني الثاني عشر تصورًا محدثًا لمشروع مجتمعي متكامل، يواكب التحولات، ويستجيب لتطلعات المغاربة في مغرب العدالة والنمو والاستقرار.
إلى جانب الاستعدادات التنظيمية واللوجستيكية المكثفة بالمقر المركزي والمركب الدولي لبوزنيقة، تجري ترتيبات دقيقة لاستقبال وفود الأحزاب الاشتراكية الصديقة من الخارج، ما يُضفي بُعدًا دوليًا على هذا العرس النضالي.
وفي ظل انسجام لافت بين مختلف مكونات الحزب، وتوافق واسع حول القضايا الأساسية، يُرتقب أن يشكل هذا المؤتمر لحظة سياسية قوية في مسار الاتحاد الاشتراكي، سواء من حيث القرارات والتوجهات، أو من حيث الرسائل التي ستُبعث إلى الداخل والخارج، استعدادًا لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة برؤية موحدة ومشروع واضح المعالم.

الكاتب : نورالدين زوبدي - بتاريخ : 17/10/2025