من العاصمة ..  التعليم والجهوية

محمد الطالبي

ستعرف الجهة الحاضنة لعاصمة الأنوار تدفق عشرات آلاف الطلاب والطالبات الجدد على كافة مستويات التعليم العالي والتكوين المهني، وستكون الجامعات مطالبة بالاستجابة للكم الهائل من الطلبات .
وسيكون المتدخلون من مختلف التخصصات مطالبين بفتح الأبواب لآلاف الطلاب والطالبات من مختلف المناطق والباحثين عن فرص تعلم لا تتوفر في جميع الجهات بل وحتى من خارج المغرب من بلدان عربية وإفريقية وحتى خارجهما، مما يعني أن عاصمة الأنوار تحتاج فعلا إلى صروح علمية كبيرة من المؤسسات والأحياء الجامعية والترفيه وكل ما هو مطلب لشباب الغد، وبالعودة إلى الأرقام يكفي أن نذكر أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط- سلا- القنيطرة أفادت بأن عدد المترشحات والمترشحين لاجتياز امتحانات السنة الثانية باكالوريا برسم دورة 2024، بلغ على مستوى الجهة ما مجموعه 73 ألفا و 512 مترشحا ومترشحة، ومجموع المترشحين بالنسبة للتعليم العمومي بلغ على صعيد الجهة 41 ألفا و 306 مترشحين ومترشحة، فيما بلغ مجموع المترشحين بالنسبة للتعليم الخصوصي 9060 مترشحا ومترشحة..
هو رقم وطني كبير يؤكد إصرار المواطن المغربي على طلب العلم رغم تخلي الحكومة عن وضع استراتيجية وطنية تماشيا مع التوجه الرسمي للدولة، واستجابة لمطلب تعليم مغربي يكون رافعة للتقدم والتحرر الاقتصادي والاجتماعي باعتبار التعليم أهم رأسمال قامت وتقوم عليه الحضارات الإنسانية .
وهذا نقاش يرتبط أيضا بتفعيل الجهوية الموسعة واعتبارها وحدة أساسية في البناء التنموي الوطني بعيدا عن المركزية والتمركز الذي قطعنا معه نظريا وعبر تصورات دراسات بل وقرارات،
ويبقى المنتخبون في حالة شرود قاتل، حتى أننا لم نسمع باجتماع للهيئات الجهوية المنتخبة، وباقي الجماعات الترابية لمناقشة الدخول المدرسي والجامعي وكأنها غير معنية به ولا تتفاعل لا سلبا ولا إيجابا، لتبقى اللجان المنبثقة عن القانون خارج تفعيل أية علاقة مع ملف يهم الجماعة والجهة ومجالس العمالة بل يهم الجميع !؟

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 24/08/2024