من العاصمة : الرباط سلا وأبو رقراق

محمد الطالبي

ورد في كتاب عن منشورات شاستل كتاب “الرباط-سلا، ثمانية وعشرون قرنا من تاريخ نهر أبي رقراق” لكاتبه روبير شاستل، وهو عبارة عن تكريم لوادي أبي رقراق، هذا النهر الذي يمتد على طول 240 كلم، والذي كان يعرف أيضا بوادي “الرمان”، يتخذ من الأطلس المتوسط منبعا له، كما ظل مرتبطا على نحو وثيق بتاريخ العدوتين، الرباط وسلا.
فعلى مياه نهر أبي رقراق المتعرج تواصل المراكب الخشبية الزرقاء رحلاتها ذهابا وإيابا؛ لتنقل الركاب بين الرباط وسلا في تقليد لايزال متواصلا رغم تطور النهر بين مدينتين يفصلهما مجرى النهر ويجمعهما التاريخ.
ويقول أصحاب القوارب إنهم فخورون بالتمسك بهذا التقليد، الذي يعد تذكيرًا بالماضي، والذي لم تكن قد بنيت فيه الجسور أو استخدمت فيه وسائل النقل الحديثة الأخرى.
ويتم استخدام الخدمة في الغالب من قبل السياح الذين يتطلعون لرؤية قلعة «الاوداية» القريبة، التي يعود تاريخها إلى قرون، وأنه لايزال هناك العديد من العملاء المحليين الذين يقومون برحلاتهم عبر النهر.
فالمدينتان تشكلان حالة فريدة في العلاقة بين المدن المجاورة في المغرب، فهما الوحيدتان اللتان يشطرهما مجرى نهر إلى قسمين، فتشكل إحداهما الضفة الشمالية سلا وأخرى ضفة النهر الجنوبية الرباط، أما نهر أبي رقراق فهو يصب في المحيط الأطلسي قادما من الهضاب الوسطى للمغرب.
هذه المميزات العريقة والتاريخية تتطلب تصورا للاستفادة من هذا التراث اللامادي من أجل سياحة تمزج بين التاريخ العريق للنهر والمدينتين وما جاورها في جهة معروفة بغناها وتميزها .

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 05/08/2023