من العاصمة .. الرياضة وإقصاء المحبين
محمد الطالبي
تستمر قضايا بل فضائح الرياضة المغربية وخاصة في مجال كرة القدم في الصعود إلى السطح .
رؤساء فرق كبرى داخل السجون إما للمتابعة بالتهم المشينة أو ليقضوا عقوبات سالبة للحرية ومنهم من يتابع حتى خارج الوطن .
فمسارات مختلفة قادت رجالا مجهولي الهوية في أغلب الأحيان إلى قيادة فرق كبيرة وعريقة بل وتشكل إرثا رياضيا بماضي مقاوم وملهم ووطني.
لكن من المهم أن نعرف أن قيادة الجامعة الملكية تأتي بالانتخاب من ممثلي الفرق ويتم تشكيل المكتب الجامعي حسب قانون الجامعة باقتراح من رئيسها المفروض عليه أن يختار من ضمن ممثلي الفرق بما يراعي التوازن الانتخابي.
إلى هنا تبدو قواعد اللعبة نظيفة لكن كيف يتم اختيار ممثلي الفرق ورؤسائها في المدن والبوادي حيث المعروف أن العملية تتعلق بما يسمى المنخرطين، وعددهم في الغالب الأعم قليل جدا، حسب الفرق، بحيث يتطلب الأمر انخراطا باهظ الثمن، والأخطر تزكية من مجموعة من المنخرطين مما يجعل البون شاسعا بين محبي وعشاق الفرق الذين يكونون بمئات الآلاف كما هو الشأن بالنسبة للفرق الكبرى، كالوداد البيضاوي والرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي وتطوان ووو.
هذا التقسيم والتفريق بين المنخرطين والمحبين يشكل بيت القصيد والثغرة إلى الفساد الواسع والشاسع، وهو الذي يجعل الفرق مطية لمليشيات منظمة تمارس السياسة باسم الرياضة واستغلال الملاعب وتعاطف الجمهور بل تمارس الفساد الانتخابي وحتى المالي وتجارة المخدرات والاستغلال وكل الجرائم الخطرة، حسب المتابعات القضائية العلنية لعديد الملفات التي فتحت من سنوات وأشهر، حتى أن بؤساء الجامعة حوكموا بالجرم المشهود وهو الاتجار غير القانوني في بطاقات دخول الميادين بقطر في فضيحة دوت عاليا وعالميا، وبعد كل الضجيج نسبت كل الفضيحة إلى بئيس كما سماه رئيس الجامعة عوض بؤساء، والفرق شاسع .
نحن أمام عبث علني وأمام رياضة نبيلة تصرف عليها الملايير الملايير من المال العام ولكنها غير محمية من الفساد ومن المجرمين ومن تجار الانتخابات .
إن الأصل أن يلج المحبون مجال التسيير والتدبير للكرة المغربية وكافة المجالات الرياضية والجمعوية وحتى السياسية والانتخابية لأن الأصل هو الحب والمحبين، وكي تبدو التسمية معبرة وعميقة في مواجهة تسمية الانخراط المرتبطة بأداء واجب مالي أو شراء عضوية إن صح التعبير، ولن يكون المنخرط أبدا في مرتبة المحبين والعشاق .
لنا فرصة كبيرة ونحن نتقدم لتنظيم كأس العالم وكأس إفريقيا وغيرهما من التظاهرات العالمية المفيدة اقتصاديا وسياحيا لبلادنا، ولكن يبدو أن إمكانية العبث بهذا الإنجاز الوطني تبقى واردة مادام يطل علينا منخرطون بلا قلب وحتى بلا ضمير للعبث بقضية عنوانها الحب والعشق، والتعميم هنا ليس إلا من باب الحرص لأن حتى في الرياضة يوجد بعض المحبين !
الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 20/07/2024