من العاصمة ..تمارة مرة أخرى

محمد الطالبي

تعود مدينة تمارة المحادية للعاصمة الرباط مدينة الأنوار، إلى الواجهة مرة أخرى، من باب المخالفات القانونية، وهذه المرة بقرار صادر عن الجهات المختصة بولاية الرباط والنواحي حيث علمنا من مصادر مطلعة أن عامل الصخيرات تمارة وجه رسالة إلى رئيس الجماعة بخصوص خروقات جديدة في مجال التعمير، وحسب مراسلة اطلعت الجريدة على نسخة منها، فالرئيس مطالب بالإجابة في ظرف أيام عما اعتبرته السلطات المحلية خروقات في مجال التعمير لكي تتخذ قرارها طبقا للقوانين الجاري بها العمل.
وهذا يؤكد ما ذهبنا إليه في الأعداد السابقة من انتشار الفوضى وسوء التدبير لقضايا مدينة تعتبر واجهة بل رافعة للعاصمة الرباط.
وحين كتبنا سابقا بأن هوامش الرباط تستحق أكبر عناية واهتمام لم يكن غرضنا إلا تقوية متنفس الرباط، لكن يبدو أن معاول الهدم، التي ارتكبت خروقات كبيرة في مجال التعمير، لم تردعها الإقالات والزلازل التي ضربت سابقا هوامش العاصمة، وكل تلك الزلازل لم تردع الفساد المؤسس والموثق عن الاستمرار في تشويه معالم مدينة أنشئت لتجاوز أعطاب مدينة الأنوار حتى لا تتكرر الخروقات التي أساءت إلى مشروع متكامل كان يرمي إلى تأسيس مدينة للمستقبل، وكما أسلفنا في أعداد سابقة، تعيش مدينة تمارة عمليا خارج قطار التنمية الذي تعرفه الجهة، لا من حيث البنيات التحتية ولا من حيث انتشار الباعة الجائلين أو العربات المجرورة وغيرها.
مع ذلك تعرف المنطقة ميلاد أحياء جديدة بل تحولها إلى ورش بناء كبير وصلت خروقاته ردهات المحاكم، وسقطت بسببه رؤوس كبيرة في يد القضاء والقرارات الإدارية .
وتبقى عدد من المظاهر السلبية تحاصر المدينة وتجعلها أقرب إلى البناء غير المنظم وغير المؤطر، والذي تنقصه مقومات المدينة لأن «المنهشين» العقاريين استغلوا جيدا صمت وغض نظر المؤسسات المنتخبة وحتى السلطات لتشييد «غيتوات» بدون مرافق حقيقية وبدون أفق، مما يستوجب سرعة التدخل الآن وليس بعد حين، لوقف النزيف وحتى لا نخلق فضاءات غير طبيعية تحاصر العاصمة الرباط .
كما أن التأخير ما زال يطبع إنجاز أشغال تهيئة العديد من الطرق والشوارع بتمارة، ما يثير المزيد من الاحتجاجات في أوساط المجتمع المدني بالمدينة، في ما وصلت عدد من الشوارع التي تم إطلاق الأشغال بها نسبة متقدمة جاوزت 80 في المائة، كما هو شأن شارع محمد الخامس مدار ولاد مطاع، بمدخل المدينة من الجهة الشمالية، والذي تم إنجازه، ومنذ المشاكل التي عصفت بعامل المدينة وعدد من المسؤولين الذين أعفاهم الوالي اليعقوبي تعمل الجهات الوصية إلى جانب الجماعة على تهيئة عدد من الفضاءات العمومية، بالإضافة إلى الطرق، حيث ستشمل هذه الإصلاحات كبريات الشوارع والساحات بالمدينة، على رأسها شارع الحسن الثاني وشارع محمد الخامس.
بقي أن نشير إلى أزمة النقل حيث ما زال الخصاص كبيرا ومازال المواطن يستعمل النقل السري وغيره من أجل التنقل بين المدينة والنواحي دون أن نغفل الخصاص البين في المرافق الرياضية والثقافية، وتلك طامة كبرى تستحق أن نعود إليها لاحقا…
تمارة تشكل ورشا كبيرا للمستقبل وجب محاصرة العابثين به قبل فوات الأوان !

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 04/05/2024