من العاصمة : تمارة ورش مستقبلي 

محمد الطالبي

تعيش مدينة تمارة عمليا خارج قطار التنمية الذي تعرفه الجهة لا من حيث البنيات التحتية ولا من حيث انتشار الباعة الجائلين أو العربات المجرورة وغيرها.
مع ذلك تعرف المنطقة ميلاد أحياء جديدة بل تحولها إلى ورش بناء كبير وصلت خروقاته ردهات المحاكم وسقطت بسببه رؤوس كبيرة في يد القضاء والقرارات الإدارية .
وتبقى عدد من المظاهر السلبية تحاصر المدينة وتجعلها أقرب إلى البناء غير المنظم وغير المؤطر، والذي تنقصه مقومات المدينة لأن «المنهشين» العقاريين استغلوا جيدا صمت وغض نظر المؤسسات المنتخبة وحتى السلطات لتشييد «غيتوات» بدون مرافق حقيقية وبدون أفق، مما يستوجب سرعة التدخل الآن وليس بعد حين لوقف النزيف وحتى لا نخلق فضاءات غير طبيعية تحاصر العاصمة الرباط .
كما أن التأخير ما زال يطبع إنجاز أشغال تهيئة العديد من الطرق والشوارع بتمارة، ما يثير المزيد من الاحتجاجات في أوساط المجتمع المدني بالمدينة، في ما وصلت عدد من الشوارع التي تم إطلاق الأشغال بها نسبة متقدمة جاوزت 80 في المائة، كما هو شأن شارع محمد الخامس مدار ولاد مطاع، بمدخل المدينة من الجهة الشمالية، والذي تم إنجازه،  ومنذ المشاكل التي عصفت بعامل المدينة وعدد من المسؤولين الذين أعفاهم الوالي اليعقوبي تعمل الجهات الوصية إلى جانب الجماعة على تهيئة عدد من الفضاءات العمومية، بالإضافة إلى الطرق، حيث ستشمل هذه الإصلاحات كبريات الشوارع والساحات بالمدينة، على رأسها شارع الحسن الثاني وشارع محمد الخامس.
بقي أن نشير إلى أزمة النقل حيث ما زال الخصاص كبيرا ومازال المواطن يستعمل النقل السري وغيره من أجل التنقل بين المدينة والنواحي دون أن نغفل الخصاص البين في المرافق الرياضية والثقافية، وتلك طامة كبرى تستحق أن نعود إليها لاحقا…
تمارة تشكل ورشا كبيرا للمستقبل وجب محاصرة العابثين به قبل فوات الأوان !

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 23/12/2023

التعليقات مغلقة.