من العاصمة .. حكومة «بوحمرون» والمونديال
محمد الطالبي
يبدو أن الحكومة المغربية العتيدة منشغلة بالانتخابات القادمة، ومن سيترأسها خلفا لبعضهم البعض وكأني بهم جعلوا الانتخابات المقبلة غنيمة مستحقة لأغلبيتهم في الوقت الذي يفتك بالبلاد وبمستقبل البلاد وبأطفال البلاد وبناتها وباء ظنناه اختفى إلى الأبد فإذا به يعيدنا إلى بداية الاستقلال حيث كان انتشار الأوبئة من العلامات التي ميزت ذلك العهد.
لقد انتشر «بوحمرون» في المغرب بشكل غير عادي منذ سبتمبر 2023، وتم تسجيل 25 ألف حالة إصابة
و120 وفاة.
هذه الأرقام تشهد على تزايد كبير مقارنة بالسنوات السابقة، التي كان فيها يتم تسجيل ما بين ثلاث إلى أربع حالات سنويا فقط. يعود انتشار المرض إلى تراجع نسبة التلقيح ضد الحصبة، التي كانت تتجاوز 95% في الماضي، لكنها انخفضت في الفترة الأخيرة، مما أتاح للفيروس فرصة الانتشار بشكل واسع. ما لم تقله الحكومة أنه بموازاة هذا الانتشار غير المسبوق للوباء هناك تداعيات أخرى حيث غاب التلاميذ عن الامتحانات وعن الدروس في الوقت الذي لم ينبس الوزير الوصي على التعليم بأي كلمة، كذلك وزير الصحة يلزم الصمت في حين يحمل الناطق الرسمي للحكومة ما أسماه الحملات المغرضة ضد التلقيح دورا في انتشار الوباء، بما يعني أن الحكومة عاجزة حتى عن مواجهة الإشاعة و»الفيك نيوز»، أمام عجز عن إصلاح حتى قوانين الصحافة والنشر ، وهي على أيه حال وباء آخر تجب محاربته من جذوره في حين اعترف بنسعيد وزير الاتصال بأنه ينبه كلما سمحت له الفرصة أعضاء الحكومة للتواصل مع المغاربة .
وحتى لا نكون سلبيين في موضوع يهم الوطن وأمنه الصحي، نذكر أن وزارة الصحة قالت عن خطة لزيادة التغطية بالتلقيح ضد الحصبة، بهدف العودة إلى نسبة تفوق 95%. وتشمل هذه الخطة تمديد برنامج التلقيح لمدة أربعة أسابيع إضافية، مع التركيز على الفئة العمرية من 9 أشهر إلى 14 سنة، في محاولة للحد من التفشي المستمر للمرض.
كل الحكومات تتعامل بمسؤولية وصبر وتأن من أجل إنجاح مشاريع وبرامج للوطن، وتنشد الديمقراطية والعدالة والتقدم إلا حكومتنا يبقى همها أن تسمي نفسها حكومة المونديال، فهل تسعى للاستفادة من دخول الملاعب مجانا أم تفكر بمنطق ما قام به بعض البؤساء بقطر من تلاعبات، وهم ما زالوا بيننا، أم أخذ صور مع لاعبين؟
هي أحلام أطفال سيكبرون سنة 2030 لكن حكومتنا لا تمني النفس سوى بالبقاء ولا شيء غير البقاء …
ومع «بوحمرون» وغلاء الأسعار والفقر يبقى للبيت رب يحميه !
الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 25/01/2025