من العاصمة.. هل يفتحص قضاة المجلس الأعلى للحسابات المجال الرياضي؟
محمد الطالبي
بدت ملامح المشاركة المغربية في الألعاب الاولمبية باهتة وتكاد تكون بلا طعم وبلا لون وبلا أفق، والنتيجة حتما محسومة مسبقا، وما أخبار باريس إلا تأكيد المؤكد، وانطلاقا من العدد القليل للمشاركين وغياب المشاركة في عدة مسابقات رغم وجود فيالق من الجامعات ومن الرؤساء ومن الميزانيات ومن التكاليف، ومن ومن ….وكما قلتها مرات، فالفشل الأصلي يكمن في عدم الاهتمام بالرياضة باعتبارها ضمانا للجسم السليم وللعقل السليم وللمجتمع السليم، ولأنها ضد المخدرات وضد التمييع وتحت على الشعب السليم !
الرياضة الأولمبية هي تعبير عن اهتمامات الشباب والشابات، ولكن كيف يكون الاهتمام في ظل غياب أو تغييب الرياضة من الثانويات، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص إلا ما ندر منها، وبلا شروط ولا بنيات أساسية، والأنكى أن لا رياضة في الجامعات، نعم جامعاتنا تحولت جذريا ولم يعد للرياضة فيها أي مكان !؟
ملاعب القرب في أغلبها ضحك على الذقون، حتى إن وزارة الرياضة صارت تحت جبة وزارة وصية على التعليم ولا نكاد نعرف لوزيرها أي ذكر إلا حين يحضر بعض مباريات كرة القدم، فهل نحتاج لتذكير الوزير بأنه وصي على قطاع لا يقل أهمية عن التعليم نفسه !
ليس ضروريا الفوز بالميداليات الأولمبية، ولو أنه حلم للوطن وحتى للمشاركين والمشاركات، ولكن حجم المشاركة المغربية جعلنا صغارا بل وتكاد تكون مشاركتنا رمزية ونحن نستعد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم وعدة لقاءات قارية .
من حقنا اليوم أن نطرح سؤالا حول وضعية جامعات رياضية ومحاسبتها، وخاصة أن بعضهم يجمع أكثر من جامعة وأكثر من ميزانية وأكثر من دعم ومن معلنين ومستشهرين بالملايير، في مختلف الرياضات، فهل هدا الحقل ستنبعث منه هو الآخر، ربما، روائح فساد مالي وإداري، ونحن نرى المتابعات القضائية للعديدين، فهل يصل قضاة المجلس الأعلى للحسابات إلى هذه القطاعات قصد وضعنا في صورة حقيقة ما يجري في رياضتنا؟ أتمنى أن نكون مخطئين لأن ربما هناك أمجادا لا نعلمها وانتصارات وتتويجات لا نعلمها، وهناك حكامة جيدة وتدبير ديمقراطي ببعد وطني ونحن لا ندري؟!
ولا ننسى أن مافيا العقار والمضاربين أتوا على آلاف الملاعب في الأحياء الشعبية، في مختلف المدن والمناطق، فهل لنا أن نحظى بجواب من وزارة الرياضة عن عدد الملاعب التي اقتلعت هنا وهناك في هذه المدينة أو تلك؟ ربما الأرقام صادمة، ونحن كمواطنين، وفي إطار الحق في المعلومة، نطلب عدد الملاعب ونوعيتها التي تتواجد بمدننا وبأنشطة مختلفة، فباستثناء العاصمة الرباط التي تتوفر على منشآت للقرب في الهواء الطلق متاحة للعموم، فإن مدينة كالدار البيضاء لا تجد فيها ملاعب إلا ما ندر، وهو غير كاف، لذلك ننتظر أن نكتشف تلك الكفاءات الرياضية من شباب وشابات يبحثون عن موطئ قدم لممارسة هوايات رياضية في الشوارع والأزقة وفي كل مكان وزمان، وحتى تحت جنح الظلام !
الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 03/08/2024