No Estás solo!!

نوفل البعمري

 

كان اليسار الإسباني، يوم السبت 27 أبريل 2024، مع موعد جماهيري كبير جسده التجمع الحاشد، الذي نظمه أنصار الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني أمام مقر الحزب بمدريد، لإعلان الدعم الشعبي والحزبي لرئيس الحكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز ضد الهجمة التي يتعرض لها من طرف اليمين واليمين الإسباني، بحيث قدرت الحشود التي حجت إلى مقر الحزب بأكثر من 500 ألف شخص ما بين مناصري الحزب ومؤازريه من بعض أطياف اليسار الإسباني، الذي يعي أن أي انهيار لهذه الحكومة هو انهيار لها نظرا لانتعاشها الانتخابي مع عودة الحزب الاشتراكي العمالي منذ أن تقلد قيادته بيدرو سانشيز، الذي أوصل الحزب، للمرة الثانية، إلى رئاسة الحكومة، بواقعيته ودهائه وبالحالة السياسية التي خلقها في إسبانيا.
الحشود، التي تجمعت أمام مقر الحزب، رفعت شعاراً مركزياً: « لست وحدك»، كدلالة عن دعمها له وعن ضرورة بقائه في قيادة الحزب والحكومة، وهو مطلب يبدو أنه أصبح محور الحياة السياسية منذ تفجرت قضية اتهام زوجته باستغلال النفوذ، وهي التهمة التي يعتبرها أنصار سانشيز واليسار الداعم له مجرد قضية مختلقة للدفع نحو انتخابات قبل أوانها، واعتزال بيدرو الحياة الحزبية والسياسية بسبب ما يعتبره اليمين واليمين المتطرف أن هذا الشاب الذي وصل إلى قيادة الحزب، استطاع أن يعيد هيكلته في ظرف وجيز ويعيد توحيد الحزب من تياره الراديكالي إلى المعتدل المنتمي لمدرسة فليبي غونزاليز ورودريغو ثباتيرو…، حتى بات عدوه الأول، مما دفع قيادات الحزب التاريخية لتخرج في هذه المعركة لوعيها أن الأمر أكبر من شبهة «فساد» إلى كون اليمين واليمين المتطرف يريد خلق حالة عاطفية وأخلاقية ضد الحزب، لدفعه، مرة أخرى، إلى التراجع والتقهقر وفقدان مصداقيته وشعبيته التي ارتفعت منذ وصول بيدرو سانشيز إلى رئاسة الحزب والحكومة.
يومه الاثنين 29 أبريل، سيكون البرلمان الإسباني مع موعد تاريخي لمناقشة رسالة بيدرو، التي طرحها واقترح فيها خطته للخروج من هذه الأزمة، ويبدو أنه سيتجه إلى البرلمان الإسباني وهو مسلح بالدعم الداخلي الحزبي، خاصة قيادات الحزب التاريخية، ومدعم بالوقفة الحاشدة الكبيرة التي نُظمت أمام مقر الحزب حتى باتت محور حديث الإعلام الإسباني، والتي أثبتت أن الحزب له امتداد حقيقي داخل المجتمع الإسباني خاصة فئاته الوسطى والشباب والنساء.
هذه الجلسة، إذن، التي ستنعقد في البرلمان الإسباني ستكون بالنسبة لليسار الإسباني بمثابة موعد مع التاريخ، الذي سيحدد مستقبل هذا الحزب ومستقبل إسبانيا التي اتجهت نحو اليسار الديموقراطي الاجتماعي لولايتين حكوميتين، مع انعكاس كل ذلك على السياسة الخارجية للدولة الإسبانية.
صديق تحدثت معه عن الموضوع هنا في إسبانيا، سألني: «أليس هناك تزامن بين قيادة بيدرو سانشيز الحملة الأوروبية من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وهذه «الفضيحة»؟»، لم أستطع الإجابة، لكن في السياسة وفي دسائسها يظل كل شيء ممكنا!!!

الكاتب : نوفل البعمري - بتاريخ : 29/04/2024