الاتحاد الاشتراكي: عذرا أيها الموت، فموعدنا دائم مع الحياة

جواد شفيق

 

أيها الموت: تحية و سلام،
وبعد:
هل تدري و تعلم كم مرة بشرونا بك؟
وكم أبنونا و نعونا؟
وخاطوا لنا من أكفان.
وأعدوا لنا من نعوش.
وحفروا لنا من قبور.
وأقاموا لنا من مآتم.
وهيأوا لنا من جنائز .
ونصبوا لنا من خيام ،
حجت إليها جوقات وهمية من معزين،
شامتين، منافقين و صادقين.
ونظموا فينا من مرثيات.
ورتلوا من سور و آيات.
واجتمعوا في مناحات.
هل تدري أنهم، و ما أكثرهم،
بعض من إخوة يوسف،
ورهط من عباد فرعون،
وقوم من زمن جاهليتنا،
وحشر من مصاصي دماء،
قد نطقوا باسمك وصفتك،
وجعلوك زؤاما، حاسما، نهائيا،
تلاحقنا..
إلى آخر وردة في حديقتتا،
قاطعا، باترا، مجتثا لأصلنا و فصلنا،
لجذورنا، عروقنا و أغصاننا..
شيخنا ورضيعنا،
لحمنا ودمنا،
شيبنا، شبابنا و نساءنا.
ولكننا،
معذرة منك وألف معذرة،
لم نمت، ولم نحقق رغبتهم،
ولم ننصع لإرادتهم
ليس تحديا لك ،
لمهابتك و حتميتك،
ولكن تكذيبا،
لشعوذتهم،
أحلام يقظتهم،
استيهاماتهم و فانطازماتهم،
وها اتحادنا،
الاشتراكي للقوات الشعبية،
يسترسل في اقتراف الحياة بشغف
يواصل التناسل و التوالد و التواجد بحب،
رغم عوادي الزمن،
وتكالب بعض من الأبناء،
وكثير الأعداء،
ها اتحادنا يستمر في إعطاء معنى للسياسة،
ومغزى للنضال،
وهوية للوطنية التقدمية الديمقراطية المنفتحة،
ودروسا في المقاومة،
وعبرا في العقلانية و الواقعية،
وها حراكنا الاتحادي صارخ،
ودخولنا السياسي باذخ،
وها دينامياتنا شاهدة،
واضحة، فاضحة..
طلابنا، شبابنا، ندواتنا التأملية، مجالسنا التقريرية،..
مواقفنا وتحليلاتنا الجلية، الجريئة والمبدئية ..
وهناك حتما مزيد من المزيد،
اما يكفي كل هذا و ذاك،
ليوقن السحرة، والدجالون، والمبشرون والحاقدون والحانقون،
بأننا أحياء،
وبأن الحياة صديقة و رفيقة حميمة لنا،
وبأن حبنا الجنوني للحياة،
لوطننا،
ولأبناء شعبنا..
هو ما يجعل الحياة حليفة أبدية لنا،
لمشروعنا،
أحلامنا،
هويتنا،
لذلك،
ولكل ما سبق،
اخترنا ان نعتذر منك سيدتي الموت،
طالبين صفحك إن كنا قد أخطأنا موعدا،
ما ضربناه معك،
وما رتبناه أبدا للقياك.
معذرة منك سيدتي الموت،
إن كانت الحياة بهكذا حب كبير لنا..
وإن لم يكن لاسمك مكان في قاموسنا،
وبئسا ، و لا عزاء..
لمن شبع موتا، و يحاول بمرضية قتلنا،
ولكل الذين لم يتعبوا بعد من تبشيرنا بقدومك وحلولك..
فما قتلونا و ما صلبونا، و لكن شبه أو أوحي لهم.
#الاتحاد_حلم_لا_يصدأ

الكاتب : جواد شفيق - بتاريخ : 03/10/2018