الغاز في بلادنا حتى وكأنها تقسم حكومة الكفاءات والتحالف الحزبي الحاكم، فرئيس الحكومة عزيز أخنوش، قال إن سعرها الحقيقي هو 140 درهما، وهو العارف بالغاز ومشتقاته، لأنه كبير المنتجين وطنيا والمستوردين دوليا، في تضارب مصالح لا يحتاج إلى علوم سياسية لفك طلاسمه ولا إلى منجمين للتنبيه إلى سعره القادم، لأن عزيز اخنوش هو من يضغط على الزر فهو رئيس الحكومة المتفرغ لرئاسة بلدية اكادير ربما لسد الخصاص في الكفاءات بسوس العالمة .
وزير آخر وناطق رسمي أبلغ المواطنين أن سعر قنينة الغاز غير ما صرح به رئيسه في الحزب والحكومة،  وأن حكومة التحالف خصصت 22 مليار درهم هذه السنة من أجل دعم غاز “البوتان” حتى لا يرتفع ثمنه، مضيفا أن السعر الحقيقي لقنينة “البوطة” هو 135 درهما، وأضاف بايتاس، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، الخميس، أن سعر قنينة غاز البوتان لدى البقال هو 40 درهما بعد دعمها من طرف الحكومة بحوالي 2200 مليار سنتيم.
تضارب أرقام يخفي حقيقة مرة والأرقام تحتاج لطبيب نفسي لشرحها لأن المغاربة يستهلكون الغاز أكثر من الخبز، حسب أرقام الدعم وهلم أرقاما…
من جانبه دخل فوزي لقجع ممثل حزب كرة القدم المغربية في حكومة أخنوش ومن معه، ميدان تسعير البوطا غاز،  وشدد على أن “ما عرفه غاز البوتان اليوم ليس تحريرا للأسعار، بل هو فقط إضافة 10 دراهم في الثمن، لأن ثمن قنينة البوطا الحقيقي اليوم هو 88 درهما، ما معناه أن الدولة ستواصل دعم هذه المادة بأكثر من 35 درهما للقنينة الواحدة».
من نصدق إذن من الوزراء الذين اختلفوا في تقييم سعر القنينة لكنهم متفقين جميعا على الرفع من السعر، حاليا ومستقبلا، أمام صمت الجهات الرقابية ومجلس المنافسة وغيرهم، لأنه ليس من المعقول في حكومة ليبرالية أن الأسعار ستظل لسنوات بنفس السعر، محليا ودوليا، وحتى الإنتاج المحلي لن يغير من السعر لأنه والحالة هاته من المفيد أن يبقى الغاز في باطن الأرض ونستورد الحاجات من الخارج مادام لن ينعكس على خفض الأسعار.
هي لعبة أرقام في حكومة تحتقر ذكاء المغاربة جميعا ويبقى أن نكرر مقولة الشهيد إن أخطر أنواع القمع هو التضليل !