تحديات من أجل سلام دائم وتنمية مستدامة

المغرب جزء من تجمع الساحل والصحراء، الذي يعتبر واحدا من من أهم التجمعات على الصعيد الإفريقي، أهمية تجمعنا تنطلق من حجم الدول المشكلة لهذا التجمع الاستراتيجي الهام.
1 – تجمع يفترض أن يشكل قوة كبرى داخل الاتحاد الإفريقي، ونموذج للتعاون السياسي والاقتصادي، أصبح ثاني أكبر منطقة في العالم مهددة بالإرهاب وبالتالي ابتعد عن أهداف التأسيس.(أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 وأهداف الاتحاد الإفريقي 2063).
تعرف عدد من الدول الأعضاء تراجعات على المستوى الديمقراطي وتجميد العمليات السياسية لصالح نماذج حكم لم تعد قارتنا تقبلها، ونحن في الأممية الاشتراكية نعتقد أننا كتجمع حزبي ديمقراطي وتقدمي يجب أن يساهم أعضاء منظمتنا في الدفع بعمليات السلام والديمقراطية داخل بلدانهم وأن نشكل جميعا قارة التغيير نحو إفريقيا تلبي حاجيات الشعوبها.
2 – تحولت منطقة الساحل والصحراء لمنطقة تتميز بعدم الاستقرار، يؤدي ثمنه الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين، ويضرب حظوظ التنمية في عمقها، ويجعلها آخر الأولويات على أجندات ملطخة بالدماء.
بعد سقوط التنظيمات الإرهابية في الشرق، سوريا والعراق، تم الاتجاه نحو منطقة الساحل والصحراء وجعلها منصة جديدة لتفريخ الإرهابيين واستيرادهم ولتهديد الأمن والسلم في المنطقة والعالم.
مخاطر الإرهاب هي مخاطر جماعية ومتعددة، والمغرب يعتبر معنيا بمسارات وتطورات الأحداث في المنطقة.
المغرب يعتبر أن الإرهاب والانفصال وجهان لخطر واحد متعدد وخطير، يهددان وحدة الشعوب ويحدان من قدراتها في الاتجاه نحو الديمقراطية والازدهار.
3- المغرب ليس بعيدا عن التهديدات الإرهابية في دول الجوار، وتهمه سلامته وسلامتهم ووحدة أراضيهم وشعوبهم، فموقعه الاستراتيجي يجعل منه هدفا جيدا، وكل تهديد ولو كان صغيرا يعتبر كبيرا وخطرا عليه وعلى هذه الدول.
لذا نجد أن المغرب يشتغل وبدون توقف على السياسة الاستباقية لإفشال التنظيمات الإرهابية، يسن القوانين ويطور نظامه الأمني، ويجعل من التنمية ومحاربة الهشاشة وتحسين شروط العيش أهم أدوات تحصين المنطقة من الخطر العابر للحدود.
الانفصال وفي عدد كبير من التقارير الأكاديمية الصادرة عن مراكز البحث المرموقة تربة خصبة لانتعاش الحركات الإرهابية.
الانفصال يعني:
1-انفصال أمني في الأرض.. تندوف نموذجا.
2-تدهور الوضع الإنساني وشح سبل العيش الكريم.
3-غياب الديمقراطية والتداول.
4-تعذيب المخالفين في الرأي والانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان.
5-تجنيد الأطفال والقاصرين والزج بهم في الحرب.
6-غياب الأفق وانسداد الطريق نحو أهداف كانت تجد نفسها في زمن الحرب الباردة.
7- الفقر والهشاشة.
عوامل دفعت عددا كبيرا من المسلحين في الحركات الانفصالية ومنها البوليزاريو للهجرة الجماعية نحو التنظيمات الإرهابية، والتي تتوفر على إمكانيات مالية وتسليحية تتأتى من تجارة المخدرات،عمليات الاختطاف وبيع الرهائن…
المغرب الآن يريد أن يلعب أدوارا جديدة مرتبطة بتنمية الاقتصاد بين الإفريقي وخلق روابط استثمارية وليست تجارية فقط، في إطار تمتين العلاقات جنوب/جنوب بخيار استراتيجي مهم.
المغرب بعد تحصين حدوده مع موريتانيا وتأمين معبر الكركارات يساهم في جعل المنطقة آمنة ويساعد، ولاشك، في دعم منطقة الساحل والصحراء.
إسكات البنادق خيارنا الأول وتنمية إفريقيا هدف جماعي نسعى إليه.

(*) عضو المكتب السياسي