انشودة « جنان الفواكه»…
عبد السلام الرجواني
عند ملتقى طرق اربعة…
اراك كاظمة الغيض،
وعلى وجهك لحاف من حديد…
خرساء اراك… وفي مقلتيك دمع وحنين.
لم يبق من مجدك التليد، سوى « محابق» على قارعة الطريق…
وصدى قوم اختفوا ذات مساء، خشية وباء طريف..
هجروا الكراسي الحزينة…
هجروا الشاشة والجريدة..
وفنجان القهوة…
وجلسات الاماسي واخبار المدينة ..
هجروا لعبة صارت بينهم طقسا …
وصارت ل» الخنشة» حفلا… وعيدا… ونصرا مبينا.
عند ملتقى طرق اربعة…
امر بك كل صباح…
احيي من وراء زجاج اطيافا كانت هناك،
يوما قبل النفير…
وحدها الريح تملا الفراغ…
والشمس تحرس الذكريات..
وهذا المطر يغسل شجيرات المحابق
ويصر على دوام الحياة.
امر بك … بجوارك …
واصغي لحزنك تغنين: « تمر بي كانني لم اكن شيئا «
عند ذاك الملتقى، حيث انت
كان الغناء وكان الطرب…
كنا اطفالا في عمر الرجال…
نهرع كل مساء ل « جنان»
صار لشعيب، لسعيد … لاحمد …
الحديقة والمعبد…
وبركن هناك يلتقي الجيشان…
يحمى الوطيس… تتساقط « الاوراق»…
تقام الولائم … ومجالس العزاء.
وفجاة حل الوباء…. وكان ما كان.
خلا «الجنان «…
في زمن الحجر غاب شعيب …
وغاب الحسين…
ما اتعس زمن الغياب…!
عند الملتقى، حتما سنلتقي ذات مساء…
بنفس الركن، سنحكي بلا خجل عن الفرار،…
عن الحجر، عن تجربة الغياب…
عند الجنان سنرشف قهوة…
سنغني انشودة الحياة.
الكاتب : عبد السلام الرجواني - بتاريخ : 03/04/2020