بالمباشر … أوراش.. ماذا في منصب الرئيس يبقيك صامدا؟

عزيز بلبودالي

أعرف أن الرجل لن يفعلها، لن ينزل يديه، سيظل صامدا، مقاوما، محاربا. وأعرف كذلك، أن الرجل سباح ماهر، لن تخيفه الأمواج مهما علت، ولن ترهبه الحيتان مهما توحشت، سيصمد ضد كل التيارات. وكيف له أن ينسحب وقد وقف ضد كل الإكراهات وكل العراقيل؟ هل سينتصر؟ ليس هذا هو السؤال بكل تأكيد، فالرجل فاجأ الجميع، خصوصا داخل أسرة كرة السلة، وهو يرفض الاستسلام للواقع. معارضة، محاكم وقضايا قضائية، وزارة تريد رحيله، صنابير الدعم أغلقت، الماء والكهرباء غابا عن مقر الجامعة، نبض الإشهار والرعاية توقف ولم يعد يريد استعادة الحياة، فما الذي يجعل الرجل مستمرا معاندا لا يريد الرحيل؟
شخصيا، كتبت الكثير عن موضوع كرة السلة وما يحدث لها، وكتبت عن رئيس الجامعة وكيف بينت المعطيات والحكايات، منذ أول مرة رفضت فيها الوزارة تقديم منحتها السنوية، مرورا بما صاحب رحلات الفريق الوطني في المنافسات القارية والدولية، إلى ما أحاط بالجمع العام السنوي، كيف نجح في تمديد بقائه على رأس الجامعة…
لماذا يصر مصطفى أوراش على البقاء ضدا على رغبة من لا يرغب في بقائه؟ وكيف استطاعت البطولة الوطنية، بكل درجاتها وفئاتها العمرية، أن تتنفس تحت مياه تجرها تيارات متناقضة؟
كيف لمسؤول عن واحدة من أهم الجامعات، من أهم الرياضات الوطنية، أن يصمد ضد كل الصعوبات، متمسكا بمنصب الرئاسة؟ ماذا في هذا المنصب من امتيازات؟ ما الذي يوجد في منصب الرئيس ليبقيك صامدا؟
لنرى الموضوع/ المشهد من وجهه الآخر، ولنحلل ما يدور في الكواليس حول وجود نية لدى الوزير في عدم استمرار الرئيس، ولنطرح السؤال، ماذا يوجد خلف كل هذا النفور بين الوزارة الوصية وبين جامعة كرة السلة، أو لنقلها، بالتحديد، بين الوزير وبين الرئيس؟ لماذا، فرضا أن الأخبار التي تحيط بالموضوع صحيحة وحقيقية، يعادي الوزير الرئيس ويخاصمه ويرفض وجوده؟ لا نعتقد أن الوزير تدفعه مثلا رغبته في إزاحة الرئيس للانقضاض على منصب رئيس الجامعة، إنه الوزير.. ولا نعتقد أن الوزير كمسؤول سياسي ورجل دولة سيسمح لنفسه بشخصنة مشكل مؤسساتي من المفروض أن تتم معالجته بين مؤسستين وليس بين شخصين، ثم ماذا كان سيمنع مؤسسة الوزارة من اعتماد القانون واستغلال كل الصلاحيات والسلطات التي يخولها لها لكي تجمد نشاط جامعة تحت وصايتها وتعزل الرئيس والمكتب المديري وتعين لجنة مؤقتة تشرف على تدبير كل الشؤون الجامعية لو كانت تتوفر على قرائن تدين هذا المكتب ورئيسه؟
سؤال آخر يطرح نفسه ويثير كثيرا من الاستغراب، كيف تقف اللجنة الوطنية الأولمبية في موقف المتفرج المحايد السلبي دون أن تلعب دورها في تقريب وجهات النظر لما هو في صالح كرة السلة الوطنية، وهي واحدة من أهم الرياضات الوطنية؟
ماذا يحدث بالضبط؟ الأمر يقلق ويؤلم ويبعث للعالم صورة لا تليق برياضتنا ولا نريدها أن تمثلها.. جامعة من أهم الجامعات مغضوب عليها، رغم أنها تستمد شرعيتها من إجماع مكونات جمعها العام الأخير، ورغم أن القضاء لم يصدر حكما نهائيا في القضايا المرفوعة ضدها، ورغم أن الافتحاص الذي تخضع له ماليتها لم تعلن بعد نتائجه النهائية مع أن صندوق الجامعة لم ينعم بدفء دعم المال العام منذ أكثر من سنتين.
المفروض اليوم وقبل الغد، أن تحل معضلة كرة السلة على مستوى إدارتها وتسييرها، فأمامها محطات حاسمة ترتبط أساسا بسمعة المغرب، وفي مقدمتها التصفيات الخاصة بالتأهل لكأس العالم القادمة والتي نعلم أن شوطها الثاني ستحتضنه مصر شهر يونيو القادم، كما نعلم أن المنتخبات المشاركة في هذه التصفيات قد أعدت العدة وانطلقت في الاستعداد والتحضير وتدخل في الأيام القليلة المقبلة في معسكرات وتربصات في الخارج، فيما للأسف، لا تزال جامعتنا تلهث وراء البحث عن كيفية إعادة الماء والكهرباء إلى مقرها، وكيفية أداء مستحقات موظفيها وأطرها.. فضلا عما تدين به للاعبي المنتخب الوطني، إذن كيف ستفكر الجامعة في توفير متطلبات تجميع المنتخب وتهييئ ظروف إعداده ؟
أكيد هي ليست نهاية الحكاية..أكيد توجد بين سطور فصولها أسرار ستكشفها الأيام القادمة.. وأكيد أن كرة السلة المغربية لا تستحق كل هذه البهدلة!

الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 14/03/2018