بالمباشر : باكاري غاساما!
عزيز بلبودالي
لن نختلف مع رأي مصطفى مراد فهمي، الكاتب العام السابق للاتحاد الإفريقي «كاف» لكرة القدم، ومدير المسابقات السابق بالاتحاد الدولي «فيفا»، ولا مع ما أبداه من دهشة عندما تم اختيار الحكم الغامبي بكارى غاساما لإدارة إياب نهائي الوداد والأهلي في عصبة أبطال إفريقيا، ثم اختياره حكما لمباراة فريقنا الوطني أمام كوت ديفوار في تصفيات مونديال 2018.
الدهشة أصابت الكاتب العام المصري السابق للكاف والحكم غاساما يقود مبارتين فقط طرفهما المغرب» الوداد ثم المنتخب الوطني»، فكيف سيكون حاله ودرجة دهشته حين يعلم أن غاساما، نفسه، أضاف قيادته لمباراة نهاية بطولة إفريقيا لمنتخبات اللاعبين المحليين «الشان» التي جمعت المغرب ونيجيريا وفاز بها فريقنا الوطني، إلى سجلاته التحكيمية؟ وكيف سيكون حاله وقد تم تعيين غاساما نفسه، ولرابع مرة على التوالي، حكما لمباراة أحد طرفيها من المغرب وهو الوداد، برسم لقاء السوبر الإفريقي الذي سيجمعه يوم 24 فبراير المقبل بفريق مازيمبي الكونغولي؟
أكيد، سيندهش الكثيرون، وستصيبهم نفس دهشة الكاتب العام المصري السابق للكاف بل وأكثر من دهشته، وسيتساءل الجميع كيف يحظى غاساما بكل هذه الحظوة وهذه الثقة لدى صناع القرار الكروي الإفريقي دون غيره من الحكام الأفارقة؟ هل خلت الكرة الإفريقية من حكام في المستوى وبإمكانهم إدارة مباريات رسمية كبيرة من مستوى نهاية كأس إفريقيا أو غيرها من المباريات؟
كما قالها مصطفى مراد فهمي، الكاتب العام السابق للكاف في تصريح سابق لصحيفة»اليوم السابع» المصرية: «لا شك أن الغامبي بكارى غاساما هو الحكم الأفضل في القارة الإفريقية خلال الفترة الأخيرة، ولا يختلف أحد على نزاهته، لكنى مُندهش من قرار لجنة الحكام بالاتحاد الإفريقي باختيار نفس الحكم لإدارة مباراة المغرب وكوت ديفوار المصيرية بعد أن أدار قبل أيام مباراة الوداد والأهلي…هل لا يوجد حُكام آخرون قادرون على إدارة واحدة من هاتين المباراتين الأخيرتين، وأرى أنه ليس منطقياً أن يُدير حكم واحد مواجهتين حاسمتين فيهما طرف مغربي… لا أُشكك في نزاهة الحكم الغامبي، ولا أُقلل من دور لجنة الحكام بالاتحاد الإفريقي، لكنى كنت أُفضل أن يتم اختيار حكم آخر حتى لا يكون هناك ضغوط على بكاري غاساما في هاتين المباراتين…».
طبعا، تعيين حكم لأربع مباريات متتالية يكون أحد طرفيها المغرب، سيثير الجدل، وسيدفع إلى ربط تعيين نفس الحكم بالتشكيك في نزاهة المباريات التي يقودها ويكون المغرب أحد طرفيها، وقد تابعنا في هذا السياق، كيف فاضت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات وتعليقات ومنشورات تحلل وتناقش، وكثير منها يشكك في ما حققته الكرة المغربية مؤخرا، خاصة في المباريات التي قاد تحكيمها الغامبي بكارى غاساما، إلى درجة أصبح فيها « اللي يسوى واللي مايسواش» في تلك المواقع يستهزئ ويسخر من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ويقدمه كدمية يفعل بها فوزي لقجع، رئيس الجامعة المغربية، ما يشاء.
أكيد أن كل النتائج التي حققتها كرتنا الوطنية كانت، وبشهادة خبراء الكرة في العالم، تتأتى بفضل المستوى العالي الذي أضحى يميز أداء منتخباتنا وأنديتنا، ولا دخل بتاتا للتحكيم فيها، بل ويشهد كبار الإعلاميين العالميين، وفي مقدمتهم المصريين، الذين خان بعضهم حس المهنية وانصاعوا في كتاباتهم لأحاسيسهم ولذواتهم، مثل تلك التصريحات الانفعالية غير المحسوبة لبعض مكونات فريق الأهلي المصري، خاصة مدربه حسام البدري، أن الحكم غاساما أدار كل تلك المباريات التي كان المغرب طرفا فيها بكل اقتدار، وبنزاهة وموضوعية، وكل قراراته كانت صائبة ولم تثر أي تساؤل أو نقاش، لكننا مع ذلك، نطرح نفس السؤال: ألم يكن من الأليق ومن الأفضل تعيين حكم آخر لكسر هذه السلسلة من التعيينات التي تخص حكما واحدا ولا سواه؟
أليس في إفريقيا حكم آخر بمؤهلات في المستوى بإمكانه إدارة مثل هذه المباريات؟
أكيد أيضا أنه لا مجال للتشكيك في كفاءة غاساما، الذي ﻧﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ 2007 وسبق له أن ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺒﺎﺭﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﻟﻤﺒﻴﺎﺩ ﻟﻨﺪﻥ، وقاد عدة مباريات في أعلى مستوى، لكن تفضيله لقيادة مباريات هامة متتالية وكأنه الحكم الوحيد في إفريقيا، سيزعزع حتما تلك الصورة التي نتمناها للتحكيم الإفريقي!
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 13/02/2018