بالمباشر … كازا… كلشي فيها!
عزيز بلبودالي
في البداية، نقول مبروك وهنيئا للرياضة الوطنية بالإنجاز الذي حققه الوداد يوم السبت وهو يفوز بكأس السوبر الإفريقي على حساب الفريق العنيد مازمبي.
الوداد أكد أنه « ملك إفريقيا» الجديد، فبعد تتويجه بلقب عصبة الأبطال الإفريقية على حساب الأهلي المصري، يعود وداد الأمة للفوز بلقب الكأس الإفريقية الممتازة 2018 لكرة القدم لأول مرة في تاريخه بعد تفوقه على “تيبي مازيمبي الكونغولي” بهدف للاشيء، في المباراة التي جمعت بينهما على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، أمام جماهير غفيرة رسمت أجمل اللوحات وأرسلت إشارات بليغة للمراقبين والمتتبعين في إفريقيا وفي العالم الكروي في هذه الظرفية التي تتطلع فيها كرة القدم المغربية لتأكيد أحقيتها في نيل الاعتراف الدولي لاحتضان أكبر تظاهرة عالمية وهي مونديال 2026 الذي ننافس المريكان على تنظيمه.
هاهي إذن كازابلانكا، الدارالبيضاء، تعود لتهدينا لقبا قاريا كم هي منظومتنا الكروية في حاجة إليه، وهاهو المركب الرياضي محمد الخامس يأبى إلا أن يكون حاضرا مساهما كما كان دائما عبر التاريخ الكروي الوطني، في تحقيق الإنجازات الكبرى التي تضعنا وتضع كرتنا على عرش الكرة الإفريقية.
أكيد، الوداد بكل مكوناته، يستحق الثناء والإشادة، والأمر في الحقيقة ليس بجديد ولا بغريب على فريق عريق ظل دوما خير مدافع عن سمعتنا الكروية كما هو الشأن بالنسبة لجاره الرجاء البيضاوي.
كازابلانكا بفريقيها الكبيرين، الوداد والرجاء، تظل مرآة الكرة الوطنية، بجماهيرها في المقام الأول، بلاعبيها وبأطرها وبرجالاتها. وعلى هذا الأساس، نريدها مدينة رائدة وقدوة لباقي الأندية الوطنية في مواكبة القطار الكروي الذي انطلق ونتمنى أن يجد سكة صحيحة وسليمة لكي لا يضطر للتوقف ويجبر على أن يزيغ عن سكته، نريدها نتائج مبنية على العمل والتخطيط وليس على الصدفة، والعمل يتمثل في التقيد بالقانون، بالوضوح والشفافية في كل أشكال المعاملات، إدارية كانت أو مالية، وفي العمل أساسا بالاعتماد على هيكلة بنيوية منظمة ومتينة.
للأسف، بقدر ما نسعد بما يحققه الفريقان البيضاويان، بقدر ما يصيبنا الإحباط والصدمة من الواقع التسييري غير السوي الذي يرافق إدارة الفريقين معا، وبشكل خاص بالنسبة للرجاء الذي لا نفهم من أين يستمد رئيسه تلك الجرأة في تحدي أنصار الفريق ومنخرطيه أولا، ومسؤولي الجامعة ثانيا، وهل هناك جرأة أقوى من رفض الإعلان عن عقد جمع عام استثنائي طالب به المنخرطون وأمرت به الجامعة؟
الرجاء، أو رئيسه الحالي تحديدا، لم يحترم الأجل الزمني الذي سطرته الجامعة قبل شهر، وحددته في ثلاثين يوما كأجل لعقد الجمع الاستثنائي، وأذكر في هذا السياق، تصريح خص به رئيس الجامعة جريدتنا، حين أكد أن الجامعة ستتخذ كل الإجراءات القانونية والعقوبات في حق الفريق الأخضر، إذا لم يحترم المكتب المسير للرجاء الأجل الذي وضعته من أجل عقد الجمع العام الاستثنائي.
رئيس الرجاء تحدى الجامعة، وأعلن عن شهر يونيو القادم موعدا لعقد الجمع العام.. !!
إنها كازابلانكا، بكل متناقضاتها، فرق غنية، وأخرى تعيش العوز، الدارالبيضاء كما رددتها إحدى الأغنيات الجميلة: كازا الكافيار والكوميرا…الليموزين والكرويلا كلشي في كازا!
كازا لا كورنيش والفيلا.. وكاريان السكويلا كلشي في كازا!
كازا الوداد والرجاء بملاييرهما، وملاعبهما وكل عقود الإشهار معهما.. والاتحاد البيضاوي ونجم الشباب، والرشاد البرنوصي والعديد من الأندية الأخرى في عذاب ومحن مع العوز والفقر… كلشي في كازا!
لنعود للفرح وللسعادة، ونقول شكرا للوداد، شكرا للجمهور البيضاوي!
ولنختم بالترحم على المشجعين الرجاويين ضحايا الطريق، وعلى ذكر الرجاء ومباراته في مراكش، نريد تحقيقا عادلا حول ما حدث في مدرجات الملعب الكبير بمراكش، وتلك الأحداث المؤسفة التي تسيء لصورة كرتنا الوطنية، من المسؤول في ما جرى؟ هل هو الجمهور والرجاوي بالتحديد؟ أم هم رجال الشرطة كما يتهمهم أنصار الفريق الأخضر البيضاوي؟ أم هناك جهات أخرى تعمدت خلق الفوضى في الملعب؟
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 27/02/2018