صوت الشباب الاشتراكي العالمي من الرباط
محمد السوعلي (*)
دعوة موحدة نحو السلم والسلام والتنمية المستدامة
عرفت فضاءات مقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، مؤخرا، لقاء هاما ومتميزا للشبيبة الاشتراكية، من تنظيم المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية وشبكة «المينا لاتينا»، بحضور شباب ينتمون إلى 25 دولة من إفريقيا وأمريكا الجنوبية، ونظرا لأهمية هذا اللقاء، وما تمخض عنه من توصيات ومواقف احتواها نداء الرباط الموجه إلى شباب العالم الحامل لقيم الأخوة والتعايش والسلم والسلام، من حق المتتبع أن يضع مجموعة من الأسئلة للوقوف على مخرجات هذا اللقاء من خلال تحليل محتوى نداء الرباط وما يحمله من إشارات قوية تغطي مجالات متعددة إن على المستوى الوطني أوالدولي.
إذن، ما هي الرؤى والمقترحات التي قدمها الشباب المشارك في اللقاء، والتي تعكس التزامهم بالعمل نحو عالم أفضل يسوده العدل والسلام والتعايش السلمي.
الإدانة الصريحة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والقطاع انسجاما مع الكلمة التوجيهية للكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر، وهو يخاطب الشباب الإفريقي اللاتيني: «المطلوب وقف عاجل للمجازر وتبادل الأسرى وحل «الكل في الكل» شامل عتبته دولة فلسطينية مستقلة»، مضيفا أنه «من المستحيل أن تصل إسرائيل إلى العيش في سلام حالا أو مستقبلا «.
ويستنتج من»نداء الرباط» بخصوص القضية الفلسطينية أن الشباب الاشتراكي التقدمي يؤكد من المغرب على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. ويدعو إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، مؤكدًا على أهمية السلام والأمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. وتناول النداء الإنساني الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، من قبيل التقتيل والاستيطان والحصار والعنف والتهجير والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات لوقف هذه الانتهاكات وتقديم المساعدات الإغاثية الاستعجالية…وتطرق النداء الشبيبي إلى أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن إلى المحتاجين داخل قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والماء والرعاية الصحية والتطبيب والمأوى…
لقد شدد شباب القارة الإفريقية وأمريكا الجنوبية على احترام الوحدة الترابية للمغرب وحل النزاع المفتعل في الصحراء المغربية بطرق سلمية تجنب المنطقة المغاربية الدخول في صراعات هامشية لا تخدم النماء والسلم .
إن الحلول السلمية التي يقترحها شباب إفريقيا وأمريكا الجنوبية تعكس فهمهم العميق لأهمية الاستقرار والسلام في المنطقة المغاربية، ويعتبرون أن نهج الحوار والسلام يمكن أن يساهم في دعم المغرب دبلوماسياً وسياسياً واقتصاديا واجتماعيا، على المستوى الدولي والإقليمي، ويعتبر تمتيع الصحراء المغربية بالحكم الذاتي خطوة إيجابية نحو تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول في سبيل تحقيق النماء والاستقرار. وفي نظر المهتمين بالشأن المغاربي وبآلية الحكم الذاتي يعتبرون أن توسيع دائرة الدعم الدولي للقضية الوطنية يستدعي بناء تحالفات استراتيجية واقتصادية مع الدول الصديقة التي تشاطر المغرب في مواقفه العادلة التي تستند على مبادئ القانون الدولي والحق في السيادة والوحدة الترابية. وعلى الحكومة المغربية، على غرار ما يقوم به الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وتنظيماته الموازية، أن تستخدم كل المنابر الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي وغيرها من المنظمات الجهوية والإقليمية… لتعزيز الموقف المغربي وشرح مقترح الحكم الذاتي كحل عادل ومستدام مع التأكيد على استعداد المغرب، بكل قواته الحية، لتبني الحوار كوسيلة لحل النزاع المفتعل الذي يؤخر عجلة التنمية والازدهار لشعوب المنطقة المغاربية.
ومن جهتنا نرى أن إبراز الجهود التنموية التي يقوم بها المغرب في صحرائه جزء من التزامه بتحسين ظروف الحياة والعيش الكريم لسكان المنطقة، وأن تنظيم حملات توعوية لشرح أبعاد النزاع المفتعل، قد يساهم في الرفع من عدد الدول التي تتبنى مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، مع التأكيد على الآثار الإيجابية للسلام والاستقرار على التنمية المستدامة في المنطقة. وهنا لابد من الإشارة إلى ضرورة استمرار الجهود الدبلوماسية لشرح موقف المغرب وأسسه القانونية والتاريخية بشأن الصحراء المغربية للمجتمع الدولي، لذا على الحكومة وعلى الديبلوماسية الموازية وعلى الأحزاب والنقابات أن تروج لمقترح الحكم الذاتي كحل قابل للتنفيذ يلبي ويحترم تطلعات سكان الصحراء المغربية في إدارة شؤونهم المحلية مع الحفاظ على السيادة المغربية.
وخلاصة القول إن الدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب ومواجهة خصوم الوحدة الترابية وحل النزاع في الصحراء المغربية بطرق سلمية يتطلب منا جميعا نهجًا متعدد الأبعاد يشمل الدبلوماسية الرسمية والموازية، والتنمية الاقتصادية، والحوار الاجتماعي، والتعاون الدولي، في مشهد سياسي يتسم بالديمقراطية كاختيار استراتيجي يسعى لتشجيع المشاركة المجتمعية في عمليات التنمية ويضمن للقرارات السياسية أن تقدم حلولا مستجيبة لاحتياجات وتطلعات سكان المملكة.
الانخراط الكلي في الحفاظ على بيئة الكوكب ودعم المبادرات الرامية إلى المحافظة على الموارد الطبيعية
يؤكد نداء الرباط على أهمية الانخراط الكامل في الحفاظ على بيئة الكوكب ودعم كافة المبادرات الهادفة إلى حماية الموارد الطبيعية ومواجهة التغيرات المناخية. فالحفاظ على الموارد الطبيعية يعد في نظر الشبيبة الاشتراكية ركنًا أساسيًا في النضال نحو عالم مستدام قادر على مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
لذا أصبح من الضروري تعزيز الوعي البيئي ودعم المبادرات الخضراء التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة مع تشجيع الحكومات والأحزاب السياسية والمجتمع المدني للمشاركة في الأنشطة والمنتديات البيئية على المستويين الوطني والدولي للمساهمة في صنع القرارات البيئية وتعزيز التعاون الدولي في مجال الحفاظ على البيئة.
تضامن عالمي من قلب الرباط: شباب اشتراكي يناقش مستقبل العدالة والسلام والتنمية المستدامة
فمن خلال هذه الالتزامات السالفة الذكر يمكن للمجتمعات والدول والمؤسسات مواجهة التحديات المناخية الراهنة والمستقبلية وضمان مستقبل مستدام وآمن للأجيال القادمة.
فعلى حكومة «التغول» و»الكفاءات و»الغلاء» في بلادنا أن تسخر مجهوداتها في صناعة سياسة بيئية كما سبق أن قدمتها في وعودها الانتخابية أكثر من مرة، وهي مدعوة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى محاربة كل أشكال تهريب البشر والاتجار الدولي في المخدرات وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية كما جاء في نداء الشبيبة الاشتراكية ل 25 دولة صديقة للمغرب.
واختتم النداء الشبيبي بتثمينه لكل أشكال التعاون جنوب – جنوب لتنمية القارة الإفريقية وعلى رأسها من جهة المبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي عبر بوابة المغرب، ومن جهة أخرى عبر تشييد أنبوب الغاز الذي سيربط بين دولة نيجيريا والمغرب مرورا بعدد كبير من الدول الشقيقة التي هي في حاجة إلى الطاقة لإقلاعها الاقتصادي والاجتماعي.
وأخيرا على الحكومة أن تقدم الدعم المالي والمعنوي للاتحاد الاشتراكي وهيكله الشبيبي لوضع اللبنات الأولى لتنظيم إفريقي من أجل «تقوية التشبيك الاشتراكي العالمي بالمنطقة العربية والقارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية»، بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة التي لا تخدم البلاد والعباد.
فالشبيبة الاتحادية وقيادتها المتبصرة قادرة على أن تعمل كقوة ضغط للتأثير في سياسات وقرارات الحكومات الأجنبية، وبإمكانها أيضا المطالبة بتغييرات داخل الوطن لدعم العدالة الاجتماعية، التعليم، الرعاية الصحية، وحماية البيئة في إطار منظومة ديمقراطية تخدم المصالح العليا للبلاد.
(*)عضو اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات بالحزب
الكاتب : محمد السوعلي (*) - بتاريخ : 24/02/2024