كلمة : اجتثاث المعارضة 

محمد الطالبي

سجلت الجلسة الشهرية لمجلس النواب، حضور عزيز أخنوش على مضض، من أجل رمي المعارضة البرلمانية السياسية والمؤسسات بالحجر ، بل إن أخنوش قال بأعلى صوته إنه لا يحتاج إلى الحديث مع المعارضة وأن شرعيته والموالين له في الحكومة، اعتمدها من الشعب، أي نعم، رئيس الحكومة يتحدث عن الشرعية وعن الديمقراطية وكأنه يتحدث عن انتخابات وقعت في عالم المثل وليس المغرب الذي نعيش ونتعايش معه وفيه، وكان الناس شهودا على عملية انتخابات شابها كل أنواع العبث ، ورسميا قال القضاء كلمته في عدد من الدوائر والمحاكم الجارية، والمتابعات تقول إن تجار الممنوعات تسربوا إلى مؤسسات النخبة المغربية جهويا وماليا وبرلمانيا… وهي نفس الانتخابات التي حملت أخنوش إلى رئاسة الحكومة مع الطيف الآخر .
دعونا نقول لأخنوش، إن السياسة لم تأت معه والديمقراطية لم تأت معه، وإنه ليس وصيا على الشعب المغربي، الذي ينتظر من السياسة، كفعل نبيل، إعادة تدوير عجلة الحياة اقتصاديا واجتماعيات، من أجل تحقيق المواطنة والكرامة لجميع المغاربة دون تمييز، وأن تكون الطبقات الشعبية مساهمة، إنتاجا واستفادة، من توزيع ثروات الوطن طبيعية وغير طبيعية .
المغاربة ليسوا واقفين على باب الحكومة في انتظار ما تجود به بل هم ينتظرون فعلا واعيا وجماعيا للنهوض بالوطن .
عزيز أخنوش تطاول على المعارضة المحمية بدستور البلاد، ووجه نقدا لاذعا للمعارضة البرلمانية، بسبب انتقاداتها لغيابه وغياب الوزراء عن جلسات المساءلة البرلمانية، معتبرا أن المعارضة تنتقد، سواء حضرت الحكومة وتواصلت خارج البرلمان أو داخله.
وقال أخنوش للبرلمانيين المعارضين إن حكومته “صراحة لا يهمها ما تقولون لها بل يهمها المواطنين الذين أتوا بها لمنصب المسؤولية.» !
المعارضة وخاصة الاتحادية طالبت بألا تستغل المؤسسات العمومية والإمكانيات العمومية والتمويل العمومي لأجل اعتلاء منصات الخطابة العمومية .
إن تحليل الخطاب السياسي لأخنوش نجده يحمل في طياته أكثر من التغول بل هو خطاب استئصالي لا يروم كبح جماح المعارضة فقط بل اجتثاثها، وهو خطاب خطير ومخالف للقانون وللدستور والأعراف بل وهادم لكل ما بناه المغرب من رصيد ديمقراطي…
نتساءل، أين العيب في أن تطرح المعارضة الاتحادية أن وزيرا حضر أربع مرات من أصل 68جلسة بالغرفة الأولى؟ هل يريد أخنوش، أو هو ما فهم من بعض كلامه، أن يمنح حصانة للوزراء لا يمنحها الدستور لا له ولا لحكومته؟
إن القانون يسري على الجميع والأرقام الكاذبة أو المموهة إذا أسعفت مرة فلن تسعف للأبد، والسياسة أخلاق وليست مجرد تطاول على شعب يحتضن مأساة الجفاف ومخلفات كورونا ويعيش بالتضامن قي انتظار لحظة فعل يعلي قيمة الشأن العام !

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 13/06/2024

التعليقات مغلقة.