كلمة : تذهب الحكومات وتبقى الأوطان 

محمد الطالبي 

دخل رجال ونساء التعليم في عطلة لمدة أسبوع ومعهم أزيد من سبعة ملايين متمدرس لم يجدوا أصلا فرصة لولوج قاعات الدرس والتحصيل- إن سلمنا أصلا بوجود هذه الإمكانية داخل مدارسنا وتعليمنا العمومي والخاص. والسبب ليس سوى الإضراب الممتد لأسابيع دون حل في الأفق، رغم قرارات الحكومة بتجميد المرسوم المشؤوم ووعد بالزيادة في الأجور تنفذ ابتداءً من السنة المقبلة، وغيرها من الوعود التي تلقى رفضا مطلقا من رجال ونساء التعليم،  فضلا عن تشكل رأي عام وحراك مجتمعي يطالب بمدرسة عمومية تضمن المساواة بين المغاربة وتكافؤ الفرص دون تمييز أو تنمر القطاع الخاص الذي ألحقت به قسرا عشرات الآلاف من المتمدرسين ضخوا في خزائنه الملايير شهريا، مما يطرح علامات استفهام كبرى، وحتى تمثل نظرية المؤامرة، ولو من أجل محاولة الفهم .
رغم ما وقع، لم تعتذر الحكومة للشعب، بل لم تعقد قياداتها ولو لقاء واحدا كأغلبية لوضع الشعب المغربي في صورة ما يجري، والأدهى أن كل ما شاهدناه هو تصفية حسابات بين مكونات الحكومة عبر تشكيل لجنة حوار والإيحاء بفشل شكيب بنموسى، بل وتحميله وحده مسؤولية الاحتقان التعليمي، مقابل خروج أعضاء التحالف الثلاثي المشكل للأغلبية للحديث باسم الدولة وتوعد المضربين بأوخم العواقب وبكل السبل بل بأسلوب زمن الرصاص .
أكيد أن العطلة المدرسية يستحقها رجال ونساء التعليم بعد أسابيع من الإضرابات والوقفات والاعتصامات، وطنيا وجهويا، ويستحقها أطفالنا، راحةً نفسية وتأملا في مصيرهم ومصير وطن بأكمله . أما حكومة التحالف، فهي أكيد تدبر الأمور بدون أفق، وبدون استراتيجية وبطريقة  البريكولاج،  وهو  حتما لن يفيد لأن الدولة حددت الاختيارات الكبرى واختارت شعار الدولة الاجتماعية، وهي تعني  بذلك القطع مع الريع وتضارب المصالح. والأهم أن الأولويات من تعليم وصحة وسكن وكرامة ستبقى أفقا مغربيا وبإلحاح ونضال وطني ينهل من  مطالب الاستقلال الوطني وأحلام الوطنيين الكبار .
تذهب الحكومات وتبقى الأوطان  ويبقى أثرها والتاريخ شاهد.

الكاتب : محمد الطالبي  - بتاريخ : 07/12/2023