كلمة حكومة «لحريك»
محمد الطالبي talbipress@gmail.com
كتبت في وقت سابق أن فوز الحزب المتنفذ بمقعدين في انتخابات الرباط ولفقيه بنصالح وبنسبة مشاركة أقل من ستة في المئة هو فقدان للثقة في العملية السياسية، الذي يكبر، ليزداد الشرخ بين المواطنين والحياة العامة والسياسة العامة في كل تدبير جماعي .
في البلدان التي تحترم نفسها تعتبر النتيجة خطيرة وتتداعى الناس لتفسير ما جرى ولماذا جرى، وكيف يمكن المصالحة بين الناس والشأن العام لأن المجهول دوما أخطر على الاستقرار والنمو.
بعدها أتت الفيضانات وكبدت البلاد خسارة كبرى في الأرواح وفي الاقتصاد مضافة إلى ضحايا زلزال الحوز، الذين مازالوا عالقين في انتظار الوعود التي قدمت والملايير التي رصدتها الدولة في غياب الحكومة وعجزها .
وحتى لا نبخس الحكومة حقها فقد ذهب رئيسها إلى أكادير للرقص مع الشباب والشابات المحتاجين فعلا للتنفيس عن ذواتهم من شدة الهم والاستغلال حتى حولت بعض الدراهم آلاف الشباب إلى راقصين فوق النار ووسط فحيح الأفاعي وتقمص دور مناضلين في تجمع لا يعرف هل بكت فيه تلكم الحمامة أم غنت ؟!
السياسة وضوح وشفافية وليست “فهلوة ” ووعود كاذبة والناس ملت من تراكم الأخطاء .
لن نبحث عن شماعة نعلق عليها محاولة الألوف من المغاربة الهرب إلى حيث نجاح التعليم وتوفر الصحة والرعاية الاجتماعية حقا لا مجازا ولا مجرد إعلان في إعلام أصبح رهينة الحكومة ومواليها، ولم يبق للمواطن سوى مناطق التواصل الاجتماعي، مجهولة الهوية والمصدر، والتي يمكن لأي كان أن يتلاعب بها لخلق صورة وواقع على المجاز .
مسؤولية الحكومة مسجلة بالدليل والبرهان، واحتقار ذكاء الشعب وضميره لعبة لن تنطلي على الشعب لأنها مكشوفة، ويبقى الوطن فوق الحكومة، وفوق الإذلال، والسياسة بدون أخلاق هي مجرد انتهازية واستغلال فئة لا تتجاوز عشرة في المئة لخيرات الوطن…
لهذا الوطن رب يحميه !
الكاتب : محمد الطالبي talbipress@gmail.com - بتاريخ : 19/09/2024