كلمة .. في الحاجة للرياضة

محمد الطالبي 

غابت العديد من الرياضات من المشهد التنافسي، عربيا وإفريقيا وعالميا، مثل الدراجات وألعاب القوى والتنس وغيرها، في الوقت الذي تصدرت كرة القدم المشهد عالميا نساء ورجالا، مقابل الخفوت الكبير لأغلب الجامعات الرياضية الأخرى التي لا تعد ولا تحصى، وبميزانيات ضخمة للغاية لا يراقبها ولا يستفسر عنها أحد، رغم التدهور الكبير الذي تعرفه.
لعل من الأسباب التي أدت اإلى انكماش الرياضة في بلادنا، بالأساس، تغييب الرياضة المدرسية عن الثانويات والجامعات في حدها الأدنى، وترك الشباب والشابات للضياع والخمول، ناهيك عن غياب الملاعب في أغلب المدن، وأقصد ملاعب القرب العصرية والمتوفرة على التجهيزات الرياضية الحديثة والمؤمنة جيدا لضمان ممارسة رياضية للجميع، ومن مختلف الأعمار وللجنسين، وحتى أن المشروع التنموي الجديد أكد أن العنصر البشري والرياضة أداة فعالة لأن العقل السليم في الجسم السليم.
إذا كنا نريد، ومن حقنا، أن نكون أبطالا عالميين ومنافسين في الرياضة، فدور الوزارة أن تكون لها استراتيجية إيصال الرياضة للجميع من أقصى المغرب إلى أقصاه لأن التجارب علمتنا أن كثيرا من أبطالنا ينحدرون من جميع المناطق، فأحياء في أكبر مدينة مغربية كالدار البيضاء لا تتوفر حتى على ملعب للقرب لمئات الآلاف من الساكنة بل لا تتوفر حتى على حديقة للمشي .
إن الخزان الحقيقي لإنتاج الأبطال هو أبناء الشعب، والاستثمار فيهم هو الطريق الصواب نحو الألقاب والانتصارات، نتحدث أحيانا عن الخصاص في المستشفيات ودور الشباب وحتى في عدد السجون، ولكننا لا نتحدث كثيرا عن سحق المساحات الأرضية من طرف مافيا عقار لا ترحم، مافيا لا تترك مترا واحدا إلا ودمرته بالإسمنت المسلح، فعلا.. لا لقتل البيئة !

الكاتب : محمد الطالبي  - بتاريخ : 10/08/2023