ماذا ينتظر المغاربة من المهبول السياسي
عبد المنعم محسيني (*)
(الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية): الحمق السياسي والجهل المعرفي فقط
في كلمته ( بعد الرقصة البهلوانية والاعتراف بالحمق)، عبر الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية، مرة أخرى، عن حمقه السياسي، بل وأكثر من ذلك عن جهله المعرفي، خاصة لما قال، عن جهل، أن هناك أناسا كانوا يتبنون الاشتراكية وباعوا مؤسسات الدولة، في إيحاء منه للحكومة التي كان يقودها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة المرحوم الأخ عبد الرحمن اليوسفي لما كان وزيرا أول.
إن ما قاله الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية يوضح، بشكل لا لبس فيه، أن هذا المسؤول الحزبي يجهل بشكل مطلق التاريخ السياسي لبلادنا؛ كما يفضح نفسه بشكل واضح أنه ما كان يتعلمه في شبيبته هو الرقص دون أن يمنح لنفسه، وفاء لانتمائه الحزبي وتجسيدا لدوره كفاعل في الحقل السياسي، حق التعلم والبحث في مجريات التاريخ السياسي للمغرب باعتباره الوطن الذي يجمعنا.
حقيقة في هذه الكلمة عبر الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية عن سفهه وعتهه لكونه صرح بكلام قبل أن يبحث ويتحرى في صحته وحقيقته.
إن الحقائق التي يجب أن يعرفها الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية، لعله يشفى من رقصته الحمقاء، هي:
الحقيقة الأولى: أن قانون الخوصصة لم تأت به الحكومة التي كان يقودها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الأخ عبد الرحمن اليوسفي، رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى؛ ذلك أن قانون الخوصصة صدر سنة 1993؛ إذ كانت الحكومات السابقة التي كان يقودها وزراء من حزب التجمع الوطني للأحرار هي من أصدرته، وهي من شرعت في بيع المؤسسات العمومية، وبالتالي لا صحة في كلامه كون حكومة الاشتراكيين هي من أسست لمفهوم الخوصصة، وبيع المؤسسات العمومية والشركات العامة؛
الحقيقة الثانية: والتي يجهلها أكثر الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية، هي مآل أموال بيع المقاولات العمومية من طرف الحكومات التي كان يقودها وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار الذي ينتمي إليه هذا الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية، الذي اعترف، وهو يرقص، بكونه « مهبول» ….. هاته الأموال كانت تصرفها تلك الحكومات، التي لم يكن فيها أي وزير محسوب على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في تغطية نفقات التسيير وفي أداء القروض الأجنبية المبرمة من طرف وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار والتي أرهقت مالية الدولة، حيث كانت متحصلات الخوصصة تستهلك على النحو الذي كان المغرب يأكل رأسماله؛
الحقيقة الثالثة: والتي بطبيعة الحال يجهلها هي الأخرى الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية أنه عند مجيء حكومة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الأخ عبد الرحمن اليوسفي، رحمه الله، وجدت قانون الخوصصة ساري المفعول، كما وجدت أن الحكومات السابقة التي كان يقودها زعماء من حزب التجمع الوطني للأحرار قد استهلكت جل أموال بيعها للمقاولات العمومية؛ كما وجدت أن هذه الحكومات قد أثقلت المغرب بمديونية خارجية ضخمة كادت أن تصيب المغرب بسكتة قلبية؛ كما وجدت نفسها أمام التزامات مالية ثقيلة تجاه البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ودول أجنبية بسبب القروض التي أبرمتها حكومات حزب التجمع الوطني للأحرار.
الحقيقة الرابعة: التي يجهلها أيضا الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية، هي أنه رغم تبذير أموال بيع وخوصصة المؤسسات العمومية من طرف حكومات حزب التجمع الوطني للأحرار، فإن حكومة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي كان يرأسها الأخ السي عبد الرحمن اليوسفي استطاعت في آن واحد إنقاذ المغرب من الأزمة المالية والسكتة القلبية التي سببتها حكومات حزب التجمع الوطني للأحرار للمغرب، وكذلك الوفاء للهوية الاشتراكية… فهل يعرف الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية كيف استطاعت القيام بذلك الحكومة التي كان يقودها وزراء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؟ طبعا لا يعرف، ويجهل ذلك، كما يجهل كل شيء إلا الرقص طبعا!
إن حكومة السي عبد الرحمن اليوسفي قامت بذلك عن طريق الوفاء بهويتها الاشتراكية من خلال تخصيص عائدات الخوصصة للاستثمار، حيث أنشأت مؤسسة عمومية تسمى صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي كانت ترصد وتخصص له جزءا كبيرا من عائدات بيع المقاولات العمومية، ذلك أن هاته الأموال كانت تخصص لإنجاز مشاريع اقتصادية ذات طبيعة صناعية وتجارية تدر وتخلق أموالا جديدة تنفست من خلالها مالية الدولة وأنقذتها من الأزمة الخانقة التي تسببت فيها حكومات حزب التجمع الوطني للأحرار.
إن السيد الكاتب الوطني للشبيبة التجمعية كان عليه ألا يضيع وقته في تعلم الرقص، بل كان عليه أن يعي جيدا دوره ومسؤوليته الحزبية وأن يقوم عوض الرقص بالبحث والتمحص في تقارير مؤسسات الدولة، وخاصة التقارير المصاحبة لمشاريع قوانين المالية، وعلى الأخص تقرير المؤسسات العمومية الصادر عن وزارة الاقتصاد والمالية.
كان عليه مراجعة هذه التقارير حتى يعلم أن حكومة الاشتراكيين كانت أقوى وأذكى من حكومات حزب التجمع الوطني للأحرار التي كانت تخصص العائدات المتأتية من الخوصصة لتغطية القروض ومصاريف التسيير… ، حتى يعرف أنه وفاء للوطن وللهوية الاشتراكية، قامت الحكومة الاشتراكية بتخصيص عائدات الخوصصة لخلق الاستثمار وإنشاء فرص الشغل وتحويل المديونية التي سببها وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار إلى استثمارات… هذه هي قوة الحكومة التي كان يقودها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الأخ عبد الرحمن اليوسفي رحمه الله؛
الحقيقة الخامسة: أنه بفضل منجزات حكومة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، استطاع المغرب خلق وإحداث مؤسسات ومقاولات عمومية جديدة تتطلبها متغيرات الألفية الثالثة، خاصة في مجال الطاقة الشمسية والتجهيزات العمومية وتحديث القطاعات الاجتماعية… ؛
الحقيقة السادسة وليس الأخيرة: أنه بفضل هذه القوة المشهود بها للحكومة الاشتراكية، وجدت الحكومات اللاحقة لها والتي كان بها وزراء من حزب التجمع الوطني للأحرار، الطريق معبدا أمامها، ولكنها للأسف لم تسر فيها لأنها تجهل مقومات الدولة الاجتماعية، لكي تسير في طريق تنمية البلاد وإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية، التي ما فتئت تتفاقم يوما بعد يوم بسبب سوء التسيير والتي أرهقت القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين وأحبطت أحلام الشباب بالتطلع ليوم أفضل وغد مشرق، وجعلتهم في الوقت الذي ترقصون فيه احتفاء بحمقكم على أنغام « أنا مهبول….» يركبون قوارب الموت ويعانقون أمواج البحار العاتية.
لعلك تشفى من حمقك السياسي وجهلك المعرفي!
(*) عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
الكاتب : عبد المنعم محسيني (*) - بتاريخ : 19/09/2024