مراكش بؤرة اليسار

عبد السلام المساوي

 

في وقت سابق من تاريخ هذا البلد العريق، كان المغرب كله يسمى مراكش، لذلك تكتسي هاته الحاضرة لدى المغاربة أجمعهم، من كل المدن والمناطق والجهات، أهمية خاصة.
لرنين صوتها التميز كله؛ لمراكش التميز كله، لملامح سكانها سمرة الوطن كله، ولبهجة الانتماء لذلك المكان القديم قدم الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام، ولعله السبب الذي جعل كل المغاربة يتعاطفون مع حزب القوات الشعبية، ويتفاعلون مع تطور التغيرات السياسية هذا التفاعل الكبير …
للاتحاد الاشتراكي في القلب المكان كله …للحمراء في القلب المكان كله ، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها …
لمراكش كل دعوات العودة للبقاء على قيد البهجة التي تعني كل الحياة …
ويعود الاتحاد الاشتراكي إلى مراكش، وتعود مراكش إلى الاتحاد الاشتراكي …
مراكش، وجه المغرب في العالم، أهانها وشوهها الظلاميون والسماسرة، واليوم تستقبل إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، في 27 أبريل 2024 ، وهو مصر على أن يعيد لها بهاءها.. واعتبارها …
الاتحاد الاشتراكي الذي اقتات المحافظون الدينيون من الفراغات التي تركها خلفه ومن حوله، دون أن يقدروا على طرح أسئلته الجوهرية، ما زال مؤمنا بأن المستقبل قابل للتدارك، ولذلك نراه يسعى لاستعادة المبادرة، لأنه يعرف أن هذا قدره، وأن استعادة توازن ميزان القوى في المجتمع واجبه الذي لا مفر منه، ومن هنا نفهم حضور الأستاذ إدريس لشكر إلى جهة مراكش – آسفي وكطريق للتصحيح …
منذ سنوات لم يعد بإمكان اليسار أن يكون قوة انتخابية قوية، ليس فقط لأنه لم ينجح يوما في أن يستقطب إليه الفلاحين والعمال والطلبة كما تقول الأغنية القديمة، ولا لأن الطبقة الوسطى مستعدة لأن تنقلب عليه وترافق أول عابر في السياسة، هو لم يعد انتخابيا لأن الزمن ككل لم يعد زمنه، منذ أن صار الإسلاميون والتقنوقراط والأعيان الزبائن المفضلين لكراسي السلط والتمثيلية….
ويوم اغتيل اليسار وتخلى عن الشارع، استوطنته جحافل الإسلاميين والعدميين الذين لا لون سياسي ولا إيديولوجي لهم….الذين لا يهمهم المغرب ولا شباب المغرب…
وهنا كل الحكاية ومكمن الداء الذي يسعى بعض من اليسار، وفي طليعته الاتحاد الاشتراكي، إلى علاجه، وليس أمامه من خيار آخر غير رفع راية النجاح في وجه الشامتين في حاضره والناقمين على ماضيه..
واليوم الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشد الرحال إلى الجنوب، إلى مراكش، من أجل عودة اليسار، ومن أجل عودة القوى الوطنية الديموقراطية، ليستقبل بالقلب والعقل، ليفتح أبواب الاتحاد الاشتراكي لليسار، كل اليسار، إنه فضاء يسع الجميع….
مراكش بؤرة يسارية، مراكش ولادة للفكر اليساري، مراكش قلعة اليسار، مراكش أم اليسار …اليسار هو الاتحاد الاشتراكي…هو النبع والباقي سواقي…
الأستاذ إدريس لشكر وبمراكش الحمراء يعلن عودة الاتحاد الاشتراكي إلى مراكش، إنها عودة إلى أهرامات المواطنة والوطنية وقطع مع طيور الظلام وسماسرة الانتخابات، إنها مراكش تتصالح مع الاتحاد الاشتراكي، إنه إدريس لشكر في مراكش، فتحية لكل مناضلات ومناضلي مراكش….كلنا مراكش…

الكاتب : عبد السلام المساوي - بتاريخ : 27/04/2024