بالمباشر … مرحبا “بالشان” في انتظار المونديال
عزيز بلبودالي
حسنا فعلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهي تقترح وتختار مدن الدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة لاحتضان بطولة إفريقيا للأمم للاعبين المحليين لكرة القدم (شان) المرتقبة في يناير 2018.
هي مدن تتوفر، بكل تأكيد، على كل ما يمكنه مساعدتنا على إنجاح هذا الملتقى القاري الكبير، وهي مدن لها ما يمنحنا تلك الصورة اللائقة التي نريد ترويجها وتسويقها أشهرا قليلة قبل دخول امتحان المنافسة على نيل بطاقة تنظيم المونديال العالمي 2026.
نحن أمام رهان من المفروض أن تتجند كل مؤسسات الدولة من أجل الفوز به.. لا مكان للتعثر أو الخطأ، فالأمر يتجاوز تنظيم بطولة كان بإمكان إثيوبيا أو غينيا الاستوائية أن تتكلفا باحتضانها، وهما البلدان اللذان عبرا عن رغبتهما في ذلك قبل أن يقرر الاتحاد الإفريقي منح المغرب مهمة تجميع واستضافة الأسرة الإفريقية الكروية، إننا أمام اختبار لقدراتنا على النجاح في التنظيم، وهنا سيقول قائل إن المغرب برهن في مناسبات سابقة عن قدرته في تنظيم مثل هذه التظاهرات بل وأكبر منها قيمة وإشعاعا، لكن الأمر يختلف هذه المرة، فالأعين الأجنبية، أكيد، ستتابع وستركز وسترصد كل التفاصيل، في بلد قدم رسميا ملفه كمنافس للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على موافقة العالم الكروي لأجل أن يجتمع وأن يلتقي هنا في بلدنا في مونديال 2026.
المهمة لن تكون سهلة، ورجاء لا تستهينوا بها، صحيح هي 15 منتخبا فقط، إلى جانب منتخبنا الوطني، لكنه مع ذلك مجتمع متنوع الثقافات والعادات، الميولات والرغبات ،مجتمع متنوع اللغات واللهجات، مجتمع لن يكون الضيف الوحيد عندنا، سيحضر إلى جانبه حتما ضيوف آخرون من الاتحاد الدولي لكرة القدم، من الاتحاد الإفريقي، كما سيحضر التقنيون والمدربون العالميون ووكلاء اللاعبين ومسؤولو الأندية من كل دول أوروبا وآسيا والخليج، وخبراء الكرة والاستثمار الرياضي، والباحثون والمنقبون، عالم حقيقي سيقتحم عالمنا، ومن المفروض أن نستعد وأن نهيئ أفضل الشروط لاستقباله وأنسبها.
مما لا شك فيه أن الدولة تعي جيدا، وهذا ما نأمله، حجم وقيمة مهمة ومسؤولية احتضان هذه التظاهرة الإفريقية الكروية، ونحن نثق في ذلك،على الأقل، ونحن نعلم أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ما كان ليمنح المغرب تنظيم « الشان» لو لم يكن ملفه قد تضمن خطاب ضمان الحكومة، وهو وثيقة إلزامية تتطلبها قواعد النظام الأساسي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم كما نعرف، لكن هل خطاب ضمان الالتزام الحكومي يكفي وحده ؟ أكيد يجب أن تنخرط كل الوزارات وكل مؤسسات الدولة بشكل عملي وفعلي، الصحة، السياحة، الخارجية والسلك الدبلوماسي، التجهيز والنقل، الأمن الوطني والدرك الملكي، فالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ليست وحدها المعنية، كلنا معنيون، والمؤسسات الاقتصادية الكبرى بالدعم الاستشهاري والمالي، والصغرى بتحفيز ومساعدة عمالها ومستخدميها للذهاب للملاعب وحضور المباريات.
المغرب، خلال الفترة من 12 يناير إلى 4 فبراير 2018، وهي الفترة التي ستقام خلالها البطولة، سيكون بكل تأكيد، محط أنظار الأعين عبر العالم.
حسنا فعلت الجامعة إذن، وهي تقترح وتختار مدن الدار البيضاء ومراكش وأكادير وطنجة لاحتضان البطولة الإفريقية، هي المدن التي تعرف حضورا مكثفا للمهاجرين الأفارقة، وبذلك، لن نقلق كثيرا من مسألة الإقبال الجماهيري الذي في غيابه تسقط إحدى أهم رافعات النجاح.
نتذكر أنه في سنة 2014، أعلنت السلطات المغربية، عن تسوية الوضع القانوني ل 25 ألف مهاجر من المهاجرين الأفارقة غير القانونيين. وقبل تلك السنة، تمت تسوية وضعية أكثر من ذلك العدد، الرقم تضاعف بكل تأكيد منذ تلك السنة لثلاث أو أربع مرات، المغرب فتح أبوابه في العشرية الأخيرة للأفارقة، وأصبح بالتالي بلد استقبال واستقرار للآلاف منهم، وقد اختارت غالبية النازحين من جنوب الصحراء إلى المغرب، المدن الكبيرة للاستقرار كالدارالبيضاء،الرباط، فاس وأكادير. ويرتفع عدد المقبلين على دخول الأراضي المغربية من المهاجرين الأفارقة كل يوم، ولا يصعب ملاحظة وجودهم في الشارع المغربي وفي طرقاته وفي كل النقط المركزية من مدنه.
الأفارقة الذين اختاروا الاستقرار في المغرب، وبالمناسبة، لماذا لا يتم التفكير في منحهم فرصة الشغل ولو مؤقتا في عملية تنظيم « الشان»، سنضمن بذلك ،على الأقل، حضورا إفريقيا في مدرجات الملاعب، كما سنضمن إخلاء ملتقيات شوارعنا ونقط الإشارات الضوئية من تواجدهم وهم يمدون يد الاستجداء في صورة مسيئة لهم ولنا أمام أنظار ضيوف «الشان».
مرحبا بإفريقيا في المغرب.. مرحبا ب»الشان» في انتظار المونديال…
الكاتب : عزيز بلبودالي - بتاريخ : 17/10/2017