هوى الحكومة وهوى الشعب؟
مصطفى المتوكل الساحلي
هوى: أحب – عشق
هوى: سقط من الأعلى إلى الأسفل
إعلانات وتصريحات السياسيين قبل الحكم شيء يدغدغ هوى الشعب ويمنيه بالأماني العظام، وهواهم وهم بكراسي الحكومة يجافي ويقلق ويزعج من صوتوا عليهم ذلك أنهم يتحولون إلى مهاجمين لمن يخالفهم الرأي وينتقد سياساتهم حيث يعتبرون أنفسهم على حق والآخرين على باطل وجاحدين، ثم إن أحوالهم بعد مغادرة المسؤولية العامة تتيه بين المعارضة والموالاة، أما أحوال الشعب وفق ما يرون في الما قبل وأثناء الحكم والما بعد فهي عبارة عن «توصيفات» وأرقام تجمل وتزين بها الأوضاع التي سبق أن عابوها جميعا ويعدون بالقطع معها وتغييرها، ومن هنا نقول هوى الشعب هو الانعتاق والتحرر والعدالة والتقدم والرخاء، لايرضيه هوى الحكومة، الذي لا يغنيه ولايحرره من الأزمات المتراكمة والمتزايدة … إن قوة صراحة الواقع هي التي» تجرح» سياسات الحكومات وتعريها، كما تكشفها باللمز الإحصائي وبعض الدراسات التشخيصية بما فيها الرسمية، التي تقف على مستوى البطالة والعطالة وهزالة الحد الأدنى للأجور ومستوى أجر غالبية الموظفين الصغار والعمال والعاملات وأوضاع التقاعد وأصحابه …إلخ.
أما المبالغة في وصف الواقع بأنه في جميع المجالات والقطاعات من أحسن ما يكون، وأن المنتقدين ماهم إلا مجموعة من المغرضين والعدميين فذلك كلام في غير محله لايجد مدعما له بين عموم الكادحين والكادحات من الجماهير الشعبية التي تتصارع وتكابد يوميا من أجل ضمان لقمة تهدئ الجوع وترقع حاجيات مع الامتناع الضروري عن أغلب الضروريات ..
إن «قلوب» السياسيين تصدأ وهم في الحكم لهذا يستغلون خروجهم أو إخراجهم منه لإعادة صقلها ظاهريا بخلفية اكتساب وجه «جديد» للعودة لمراكز القرار، أما «قلوب» الكادحين المتألمة فتغذي وعيهم وتكشف لهم أسباب إفلاسهم وفقرهم ومعاناتهم، وينعشون آمالهم في التغيير والإصلاح الملموس ومن تجليات جلاء الصدأ عند فقدانهم الثقة في السياسات الحكومية وأصحابها، لهذا يعمد الناس إلى «التجريح» الشعبي والسياسي العفوي والمعقلن الذي يقول عنه أهل الحديث إنه يسقط عدالة الشاهد أو الراوي أو الحاكم، ولا غرابة أن تكون هناك روايات وتصريحات أعضاء من الحكومة وممثلي أغلبياتهم الذين يجرحون مخالفيهم!!
لهذا يقول أصحاب الاختصاص إذا «هوت» سياسات وقرارات الحكومة بمساسها بمستوى الدخل وغلاء المعيشة وصعوبة الولوج للخدمات و.. ،»هوت» قدرات الشعب فتطبق عليه المشاكل وتضيق عليه الأرض بما رحبت فيعمد إلى الإكثار من طلب اللطف في ما جرت به السياسات ومقاديرها …
الكاتب : مصطفى المتوكل الساحلي - بتاريخ : 12/10/2022