وداعا إسماعيل عبدالمومني..
عبدالحق عندليب
لا تزال صورة فقيدنا العزيز إسماعيل عبد المومني موشومة بقوة في ذاكرتي، كانت اللحظة الأولى التي تعرفت فيها على الفقيد هي لحظة انعقاد المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقاعة الأفراح في حيز من شارع الجيش الملكي بالدارالبيضاء. كنت وقتها حاضرا بصفتي مؤتمرا عن خلية درب غلف بالدارالبيضاء حيث كنت طالبا بالسنة الأولى جامعية.
كان الفقيد يجلس في منصة المؤتمر إلى جانب ثلة من القادة التاريخيين الكبار للاتحاد الذين خبروا كل المحن في عز سنوات الرصاص ومن بينهم الشهيد عمر بنجلون، الذي قدم للمؤتمر التقرير الإيديولوجي والفقيد عبد الرحيم بوعبيد، الذي ترأس المؤتمر، حيث بوأه هذا الأخير قيادة الاتحاد من موقع كتابته الأولى، والفقيد ومفكر الحزب محمد عابد الجابري، وعالم السوسيولوجيا الفقيد محمد جسوس، والمقاومين الفقيدين الحبيب الفرقاني ومحمد منصور، والأخ محمد اليازغي، الكاتب الأول للحزب سابقا أطال الله في عمره، وعدد من قادة ورموز الحزب الأحياء منهم والأموات.
أتذكر تلك اللحظات الحاسمة التي تم فيها الإعلان عن تأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من خلال بلورة خطه الإيديولوجي والسياسي والتنظيمي بعد فترة من الغموض والصراع بين الأجنحة، وبعد نقاش طويل وشاق شهدته خلايا الحزب على امتداد خريطة الوطن وداخل لجن المؤتمر الاستثنائي.
وتأبى الصدف إلا أن تجمعني مع إبنه الصديق فؤاد عبد المومني، الذي كان أنذاك طالبا بالسنة الأولى بالمعهد الزراعي بالرباط، حيث تقاسمنا معا هم النضال من أجل استرجاع الشرعية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، فأدينا معا وبمعية ثلة من الشباب الجامعي ضريبة هذا النضال من خلال تعرضنا للاختطاف والاعتقال التعسفي والتعذيب بالمعتقل الرهيب درب مولاي الشريف، وذلك على امتداد سنوات 1977 و1980.
لم يتوان فقيدنا العزيز إسماعيل عبد المومني عن القيام بزيارة إبنه المعتقل بالسجن المدني بمكناس حيث كان للفقيد دور أساسي في دعم مجموعة المعتقلين السياسيين، معنويا وماديا وسياسيا وإعلاميا، وقام بكل المجهودات لدى قيادة الاتحاد ولدى كل المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية لإطلاق سراحنا وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ببلادنا.
رحم الله فقيدنا العزيز إسماعيل عبد المومني وألهم أبناءه وعائلته وإخوانه وأخواته في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفي كل مكونات الصف الديمقراطي والتقدمي جميل الصبر والسلوان.
الكاتب : عبدالحق عندليب - بتاريخ : 28/07/2022