أهمية الشراكة بين الأسرة والمدرسة

خليل البخاري (*)

إن ما يقع بعديد من المؤسسات التعليمية بمختلف أسلاكها من مختلف أشكال العنف تارة بين التلاميذ أنفسهم وتارة بين التلاميذ والأساتذة أو بين الأساتذة وأولياء الأمور، يؤكد بوضوح الحاجة إلى إقامة شراكة حقيقية بين الأسرة والمدرسة باعتبارهما شركاء أساسيين في خدمة مصالح التلاميذ والتلميذات. هذه الشراكة يكون فيها التلميذ والمدرسة والأسرة  في علاقة مستمرة وتبادلية. وعلى المدرسة أن تقوم بالتواصل مع المدرسة وان تشرك الأسرة في العملية التعليمية عبر مجالس جمعيات الآباء. ومن شأن هذا السلوك الإيجابي أن يسهم في التغلب على الكثير من الصعوبات التعليمية ويرفع مستوى تحصيل التلميذ ويزيد من دافعيته للتعلم.
لقد بات من المعروف أن عديدا من المشكلات التربوية التعليمية تنشأ نتيجة الاختلاف بين الأسرة والمدرسة. فكثيرا ما يعارض الآباء الأساتذة والإدارة المدرسية. ومن ناحية أخرى، كثيرا ما لا يوافق الأساتذة على ما يقوم به الآباء تجاه أبنائهم.
إن الشراكة بين الأسرة والمدرسة لها دور أساسي في حياة التلميذ لكي ينمو نموا سليما. فالعلاقة بين الأسرة والمدرسة من أهم العناصر التي تؤثر مباشرة على التلميذ ومدى إنجازه وتحصيله العلمي. وهناك مجالان رئيسيان للتفاعل بين الأسرة وأطفالها. الأول هو التعلم الموجه للأسرة عبر وسائل الإعلام وأدوات التواصل الاجتماعي. والثاني بين الأسرة والمدرسة.
على المدرسة أن تساهم في تعزيز علاقتها مع الأسرة من خلال استقبال أولياء الأمور وحثهم على زيارة المدرسة  والتعاون معهم في تحسين العملية التعليمية التربوية، وذلك على مدار السنة الدراسية وليس ظرفيا.
إن التعاون بين الأسرة والمدرسة يواجه معيقات متعددة أبرزها، قلة وعي بعض أولياء الأمور بأهمية التعليم من الأساس وانشغالهم عن الاهتمام بالحياة المدرسية وعدم اطلاعهم على المستجدات والأنشطة المدرسية.
إن تحسين عملية التعلم تقتضي تأسيس تفاعل حقيقي بين الأسرة والمدرسة عبر تشكيل مجالس الآباء بطريقة ديمقراطية تمكن الآباء من ممارسة ضغوط لإصلاح أحوال المدرسة والانخراط الفعلي في حل المشاكل التي تواجه المدرسة وتوفير المتطلبات الناقصة. لكن مع الأسف الشديد، عديد هي مجالس جمعيات الآباء يتحكم فيها مديرون انتهازيون، ويقتصر حضورها  في عضوين فقط الرئيس وأمين المال، كما أن بعض جمعيات الآباء لا تزال تشتغل رغم تجاوز المدة القانونية التي حددها القانون.
إن التواصل بين الأسرة والمدرسة أساسي ومهم لإنجاح المسار التعليمي لابنائنا، فكلما كان التواصل مستمرا طيلة الموسم الدراسي، كلما تعمقت العلاقة بينهما واتضحت أمام أولياء الأمور سبل التدخل والمشاركة الفعلية بالمؤسسة التعليمية.
إن المدرسة بمفردها لن تستطيع أن تنهض بأعبائها وواجباتها على أكمل وجه إلا في ظل تعاون وثيق مع الأسر عبر مجالس الآباء. فالتواصل بين الأسرة والمدرسة يساعد على توفر فرص الحوار الموضوعي وتبادل الرؤى ويساهم في حل مشاكل التلاميذ خاصة السلوكية. وفي حالة فقدان العلاقة بين البيت والمدرسة لن نجني الثمار الجيدة التي نطمح لها.

(*)باحث تربوي 

الكاتب : خليل البخاري (*) - بتاريخ : 04/08/2022

التعليقات مغلقة.