أهمية العمل العربي المشترك

بقلم: سري القدوة

تحتل القضية الفلسطينية لدى الأمة العربية وشعوب العالم أجمع موقعا مهما على صعيد الاهتمام السياسي والإعلامي وتحتل أهمية كبيرة بالتوجهات السياسة والدبلوماسية كونها قدمت التضحيات عبر تاريخ الصراع الصهيوني العربي، مما كان له الآثار في تفعيل مواقفها الإيجابية كونها قضية عادلة تعبر عن أماني الشعب الفلسطيني وتطلعاته وتحمل همومه مما منحها القوة في التصدي لتلك المؤامرات الهادفة إلى النيل من حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، ووضع حد لتلك المؤامرات التي سعت الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب والمنتهية ولاياتها وسلطات الاحتلال لتمريرها عبر ما يسمى بصفقة القرن الأمريكية خلال عام 2020 حيث كان الموقف الفلسطيني واضحا بعدم الانصياع للضغوط الأمريكية التي تريد فرض رؤيتها والمتناقضة مع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني والأمة العربية سواء في فلسطين أو الجولان السوري المحتل والأراضي اللبنانية، كما ظهر مؤخرا من قبل إدارة ترامب بتجاوز قرارات الشرعية الدولية بما فيها مبادرة السلام العربية التي هي جزء لا يتجزأ من قرار مجلس الأمن 1515.
وهنا لابد من التعامل بإيجابية تجاه التصريحات الإيجابية التي أعلنها الرئيس الأمريكي المنتخب ونائبته بإعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير في واشنطن والقنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، ورفض الضم والاستيطان وإعادة المساعدات بأشكالها المختلفة للشعب الفلسطيني، بما فيها دعم الأونروا وحل الدولتين، والتي تشكل بمجموعها نقيض صفقة القرن، وإن توجهات القيادة الفلسطينية تنطلق من خلال قاعدة العمل الإيجابي مع الإدارة الأمريكية المنتخبة واستعادة العلاقات التي دمرها ترامب وأفقدها محتواها إذا ما نفذت هذه الإدارة ما أعلنته، والانطلاق للعمل مع المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال عقد مؤتمر دولي بمشاركة الرباعية الدولية وتوسيع المشاركة به تحت مظلة الأمم المتحدة واستنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وخاصة مع بوادر سقوط صفقة القرن، وإسقاط مخطط الضم ورسالة التزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاتفاقات الموقعة كإطار قانوني للعلاقات بين الجانبين وما يتعلق بقضايا الحل النهائي وحق شعبنا في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أراضيه المحتلة منذ عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها وحل قضية اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194.
المرحلة المقبلة تحمل بوادر إيجابية لا بد من تطويرها والبناء عليها وعدم ترك الساحة السياسية العربية فارغة لعلاقات قائمة ومفتوحة مع الاحتلال بدون التأثير عليها ووضع النقاط على الحروف وأهمية العمل العربي المشترك ودعم تلك الجهود الدبلوماسية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية حيث كانت في الاتجاه الصحيح والوقت المناسب، وإن المرحلة المقبلة تطلب ضرورة الانطلاق للعمل مع الجميع وفي المحيط العربي لإعادة صياغة الاستراتيجية العربية وضمان التواصل بين مختلف الأقطار العربية من أجل الخروج بموقف عربي موحد وشامل تجاه عملية السلام والعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي والسعى للعودة إلى مفاوضات حقيقية من خلال العمل المشترك مع المحيط العربي والدولي، وخاصة في ظل المتغيرات التي شهدها العالم بكل انعكاساتها المتوقعة على العلاقات الدولية بما فيها الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية خاصة، بعد الإعلان الرسمي عن خسارة الرئيس الأمريكي ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الذي طرح ما يسمى «صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية من خلال التنكر لقرارات الشرعية الدولية القائمة على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عليها وعاصمتها القدس الشرقية.

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : بقلم: سري القدوة - بتاريخ : 23/12/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *