الاتحاد وروح الإنسانية
محمد الرحلي
في خطوة إنسانية طيبة ومحمودة تفاجأت بها من طرف قادة وقواعد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعلى رأسهم الأخ الكاتب الأول إدريس لشكر، تم تتبع حالتي الصحية الحرجة والتكلف بكل ما يتطلبه الأمر من أجل إجراء عملية جراحية «لاستئصال ورم في الرأس»، كانت آلامه شديدة على راحتي، هنا فكرت مع نفسي وأنا أتلقى سيلا من الاتصالات من طرف العديد من الإخوة والأخوات أن ما يجمعنا داخل حزب الاتحاد الاشتراكي أكثر مما هو سياسي أو تنظيمي، إنها روح الإنسانية والتآخي، هي إذن تلك اللحمة داخل العائلة الاتحادية الكبيرة.
اسمحوا لي أيها الإخوة والأخوات، أن أقدم لكم جزيل شكري على كل مساعداتكم المعنوية والمادية سواء من قريب أو من بعيد، فكل هذا بفضلكم، بعد قضاء الله سبحانه وقدره الذي منحني قليلا من القوة والطاقة في تحمل معاناة العملية التي كللت بالنجاح بفضل رحمة الله، كما أقدم شكري الجزيل إلى البروفيسور عبد الحكيم لخضر الذي تكلف بإجراء العملية حيث دخلت غرفة العمليات في الساعة الخامسة مساء.
اسمحوا لي إخوتي، أحبتي، وأصدقائي، أنا لست سوى شاب مناضل متواضع في صفوف قواعد الشبيبة الاتحادية، اقتنعت بهذه المدرسة التي أنجبت مفكرين ومناضلين وقدمت تضحيات في سبيل الوطن، وكان لها الفضل في بناء المشروع الديمقراطي «استراتيجية المشروع الديمقراطي». قد اتفق أو أختلف مع قيادة الاتحاد الاشتراكي في بعض المواقف أو القضايا التي تهم الشأن العام ببلادنا، أو حتى التدبير التنظيمي داخل بيتنا، لكن الاتحاد سيبقى جامعا لأبنائه، رغم خلافاتهم، على مبادئ وأفكار وقيم، فطالما آمنت بفكرة مفادها أن الاختلاف هو سبيل للبناء والتطور والتوجه للمستقبل بروح الذات الجماعية بين مختلف الاتحاديين.
المهدي بن بركة رحمة الله على روحه، توجه بنداء إلى المجتمع المغربي، نداء أن «معركة بناء الوطن هي معركة أقوياء النفوس»، وأنا اليوم بعد هذه الروح الإنسانية الجميلة من طرف الاتحاديين التي تجمعنا أتوجه إليكم بنداء، قد نتفق أو نختلف عليه، «معركة بناء الاتحاد الاشتراكي هي معركة كل الاتحاديين» من أجل استعادة قوة الاتحاد وفاعليته داخل المجتمع المغربي، والتجاوب مع مطالبه، وكذلك فتح قنوات الاتصال من خلال العمل الجمعوي. هذا عمل يتطلب انخراط الجميع، داخل الفروع والأقاليم والجهات، بكل روح الذات الجماعية بين الاتحاديين.
الكاتب : محمد الرحلي - بتاريخ : 10/06/2017