الاستيطان ومواصلة جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة

بقلم : سري القدوة (*)

تتوالى مخططات الاحتلال الاستيطانية في القدس المحتلة بهدف تهويدها وأحدثها إعلانه إقامة مئات الوحدات وشق طرق استيطانية جديدة في قلب المدينة ومحيطها تمهيداً لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية، حيث أعلنت سلطات الاحتلال عن تنفيذ مخططات استيطانية جديدة بالقدس وتضمن إقامة 730 وحدة استيطانية لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمال القدس وإقامة 850 وحدة أخرى على مساحة 17 دونما من شارع يافا الممتد من أسوار البلدة القديمة حتى وسط المدينة، وإقامة أيضا 210 وحدات استيطانية لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضي قرية أبو غوش شمال غرب المدينة المحتلة.
ويستهدف مخطط الاحتلال إقامة مستوطنة على الجهة الغربية من جبل الزيتون المطل على المسجد الأقصى وإقامة مستوطنة أخرى على مساحة 9 دونمات من أراضي بلدة العيسوية كما أعلن الاحتلال عن مخططات لإقامة طرق استيطانية جديدة تربط المستوطنات المقامة جنوب القدس بتلك المقامة جنوب الضفة الغربية ولتوسيع طرق استيطانية على مدخل القدس من الشرق والغرب حيث تشكل هذه الطرق تهديدا بالاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتحول البلدات والقرى، التي تمر عبرها، إلى مناطق معزولة عن بعضها وتحول دون توسعها العمراني فضلاً عن أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من استخدام آلاف الدونمات على جانبي هذه الطرق .
وتهدف هذه الطرق والمخططات الاستيطانية الضخمة، التي أعلن عنها الاحتلال بكثافة منذ مطلع العام الجاري، إلى تهويد الأراضي الفلسطينية حيث يتم العمل على تنفيذ مخطط الضم الاستعماري، الذي يريد الاحتلال من خلاله ضم نحو 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم على مدن وبلدات الضفة الغربية بحماية قوات الاحتلال، حيث اقتحموا بلدات كفر الديك في سلفيت ويطا في الخليل ودوما في نابلس واقتلعوا 570 شجرة زيتون ولوزيات، واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم، كما هدمت قوات الاحتلال ثلاثة منازل في بلدة بيت حنينا ومخيم شعفاط بالقدس وأخطرت بهدم منزل في بلدة أبو النوار بالقدس .
ممارسات الاحتلال العنصرية تجاه أهل البلدة القديمة في القدس الذين يواجهون يومياً أبشع عمليات القمع والتنكيل تتواصل حيث لا يكاد يمر أسبوع دون أن يجبر الاحتلال عائلة على هدم منزلها ليشردها على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، الذي يكتفي ببيانات الإدانة لعمليات التهجير القسري والتطهير العرقي، التي يتعرض لها المقدسيين على يد الاحتلال في خرق فاضح لكل القوانين والتشريعات الدولية .
وتهدف مخططات الاحتلال إلى حرمان أصحاب الأرض الأصليين من ممارسة حقوقهم وحصرهم في مناطق معزولة وحرمانهم من التوسع العمراني بل سيجبرهم على الهجرة قسراً من أرضهم من أجل الحصول على السكن وخاصة أبناء الشعب الفلسطيني في القدس الشريف حيث يواصل المقدسيون صمودهم في وجه مخططات الاحتلال ولن يتخلوا عن منازلهم وأراضيهم وسيواصلون الدفاع عنها ولن يسمحوا للاحتلال بتكرار مأساة النكبة .
الاحتلال يتبع سياسة استعمارية ممنهجة للاستيلاء على منازل المقدسيين، وخاصة في بلدة جبل المكبر، عبر استيلائه على مئات الدونمات حيث باتت هذه الممارسات ومخططات الاحتلال الاستيطانية تشكل خطورة بالغة على مستقبل البلدة القديمة وتهدف لتزوير تاريخها وطمس معالمها، وفي هذه الظروف الدولية المعقدة بات من الأهمية مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف عمليات الهدم وتوسيع الاستيطان المتواصلة في القدس ومحاسبة مرتكبيها باعتبارها جريمة ترقى لجرائم الحرب .

 

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.co

الكاتب : بقلم : سري القدوة (*) - بتاريخ : 15/03/2022

التعليقات مغلقة.