التربية الدامجة

خليل البخاري (*)

تساهم التربية الدامجة في تعليم التلاميذ والتلميذات ذوي  الاحتياجات الخاصة ودمجهم مع البيئة التعليمية والتفاعل معهم بأسلوب تربوي مدروس. ويعتبر أسلوب الدمج التربوي من الوسائل العلاجية التي تساعد على جعل التلميذ ذوي الحاجة الخاصة يتأقلم مع الٱخرين حتى يكتسب مهارات تعليمية جديدة تساهم في تكوين شخصيته ودمجه مع المحيط به وكذا المجتمع المدرسي.
إن التربية الدامجة توجه خدمات التربية للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة شريطة توفر بيئة صفية عادية واختلاط اجتماعي متكامل.
إن البيئة المدرسية الصفية تتيح الإطار الزمكاني الملائمين لانخراط ذوي الاحتياجات الخاصة في نظام التعلم بوصف المدرسة فضاء تتحقق فيه الاحتياجات التربوية الخاصة وتقدم لهم أنشطة متنوعة تراعي الفوارق وتحقق نفس الأهداف.إن التربية الدامجة أنواع: فهناك الدمج المكاني والاجتماعي والأكاديمي. فالأول يعني تعليم التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس عادية ضمن صفوف، بحيث تشترك المدرسة الخاصة مع العامة في البناء المدرسي، أما الدمج الاجتماعي فيعني التحاق تلاميذ القسم الخاص مع التلاميذ العاديين، ويهدف إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي بين التلاميذ العاديين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبخصوص الدمج الأكاديمي، فيقصد به التحاق التلاميذ المعاقين مع العاديين. ويتلقى هؤلاء التلاميذ برامج تعليمية مشتركة شريطة تقبل التلاميذ العاديين لتلاميذ الصفوف الخاصة وتوفير مدرس التربية الخاصة الذي يعمل جنبا إلى جنب مع التلاميذ العاديين.
وصفوة القول، إن التربية الدامجة هي سياسة تربوية تراعي ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعبر عن فلسفة ترفض التمييز بين إعاقة عضوية فقط، وإنما هي نظام تعليمي اجتماعي جديد، يعيد بناء التربية العامة والتربية الخاصة ويوفر كل العوامل المطلوبة وفق استراتيجيات وشروط بيئية عادية للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة.

(*)باحث تربوي

الكاتب : خليل البخاري (*) - بتاريخ : 19/05/2022

التعليقات مغلقة.