الجزائر تورط حفيد مانديلا

عزيز أمعي

لا يفوت حكام الجزائر أي فرضة للتشكيك في شرعية سيادة المغرب على صحرائه التي هي جزء لا يتجزأ منه . وبغباء يحسدون عليه حقا، يصرون على الدخول طرفا مباشرا في النزاع المفتعل حول قضية المغاربة الأولى.
منذ اندلاع الصراع حول الصحراء المغربية بيننا وبين السلطة الجزائرية، وجنرالات هذا البلد ، يكيلون لنا بمكيالين، فهم في العلن يزعمون أن لا علاقة لهم بهذا الصراع، وأن قضية الصحراء الغربية كما يسمونها، موكولة إلى الأمم المتحدة و الطرفين المتنازعين حولها، المغرب والكيان المصطنع المدعو «البوليساريو». وفي الخفاء ينكشف أمرهم ويتبين بالملموس، أنهم الطرف الأول والإساس في الصراع الذي ناهز حتى الآن خمسة عقود.
زعم حكام الجزائر بأن لا دخل لهم في موضوع الصحراء المغربية، يناقضه ما يبذلونه سرا، بل وبطريقة مكشوفة من جهود لدعم ميلشيات البوليساريو بالمال والعتاد، وصرف أموال الشعب الجزائري التي هو في أمس الحاجة إليها، من أجل اقناع العديد من الدول الاعتراف بالكيان الوهمي الذي تحاول الجزائر أن تبث الروح فيه، على الرغم من أنه أصبح ومع مرور السنين وتناسل أزماته مجرد جثة لا روح فيها . تعفن هذا الكيان المرتزق، لم يمنع حكام قصر المرادية من دعمه والمراهنة عليه لتحقيق أهدافهم السياسية ومنافعهم الاقتصادية.
مؤخرا وبمناسبة التظاهرة الكروية الخاصة بمنافسة بكأس أفريقيا للمحليين المعروفة اختصارا» بالشان»، انكشفت مرة أخرى النوايا المغرضة لتبون وجنرالاته،ليتبين بالملموس أنهم الطرف الرئيس في نزاع الصحرء المغربية، من خلال إصرارهم عل تسييس هذا الحدث الافريقي الرياضي، ومحاصرة المغرب.
تسيس الرياضة تجلى أولا في حرمان الفريق الوطني المغربي ، باعتباره صاحب اللقب لدورتين، من المشاركة في تظاهرة «الشان». فقد أصرت الحكومة الجزائرية أن تغلق أجواءها في وجه طائرة الخطوط الملكية المغربية، الناقل الرسمي للفريق، وطلبت من الجامعة المغربية لكرة القدم ان تتوجه إلى تونس ، ومن هناك يسمح لها بالدخول إلى التراب الجزائري.
لم يكتف حكام الجزائر، بمنع الفريق الوطني لكرة القدم لأقل من 23 سنة من المشاركة في المنافسة الرياضية المقامة في مدينة قسطنطينة، بل استغلت هذه التظاهرة لتوظيف رموز نضالية شهيرة للتشكيك في شرعية وحدتنا الترابية .
من بين الأشخاص الذين وظفتهم خلال تظاهرة»الشان « لتحقيق أهدافها الدنيئة، ابن المناضل الشهير نيلسون مانديلا ، فقد تمكنت السلطات الجزائرية، من إغراء شيف زوليفوليل، بمبلغ مائة الف دولار، ليدعو إلى تحرير الصحراء الغربية، باعتبارها» آخر مستعمرة أفريقية». حيث قال حفيد ما نديلا بالحرف الواحد» دعونا لا ننسى آخر مستعمرة لا تزال موجودة في إفريقيا، الصحراء الغربية، دعونا نحارب لنحرر الصحراء الغربية من الظلم».
طبعا وبغض النظر عن تهافت كلام السيد شيف زوليفوليل، في تظاهرة رياضية ، من المفروض أن تظل الخلافات السياسية بعيدةعنها، فقد بينت دعوته وبالملموس، تورط حكام الجزائر في قضية الصحراء، وأرادوا لمن حضر من دول إفريقية وغير إفريقية أن تبلغهم رسالة مفادها أن الصحراء مستعمرة يحتلها المغرب ظلما وعدوانا.
سيظل حكام الجزائر في محاولاتهم الدونكيشوطية يهاجمون المغرب ويصورونه للشعب الجزائري كخطر يهددهم. لكن انتفاضة الشعب ضد القمع، وما يعيشه من أزمة اقتصادية خانقة، تبين أن الشعب لم تنطل عليه حيل جنرالات النظام ، الذي يبدو أن زمن رحيلهم يقترب.
أما حفيد مانديلا السيد شيف زوليفوليل، فهو بتلقيه رشوة من النظام الجزائري ليتهم المغرب بأنه مستعمر لبلده، فقد أساء لنفسه ورمزية اسم ما نديلا. أما المناضل الشهير نيلسون مانديلا، الذي واجه إغراءات المال والسلطة وظل كبيرا إلى أن رحل إلى مثواه الخير ، فورطة حفيده بالتأكيد لن ترضيه، لكن لن يؤثر موقف حفيده على رمزيته ومكانته النضالية العالمية.

الكاتب : عزيز أمعي - بتاريخ : 23/01/2023

التعليقات مغلقة.