الجهد المصري في التصدي للإرهاب ومحاربة التطرف العنصري

بقلم : سري القدوة

خلال الأسبوع الماضي استشهد عدد من أفراد القوات المسلحة المصرية بجمهورية مصر العربية الشقيقة في محافظة سيناء أثناء مواجهات مع عناصر إرهابية أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من منتسبي القوات المسلحة المصرية، وفي ظل هذا الواقع الذي أصبح مفروضا على الدولة المصرية والتي تتصدى بكل حكمة واقتدار لتلك المجموعات الخارجة عن القانون لا يمكن إلا أن نقف ونعلن كامل التضامن مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودعم جهودها للتصدي لخطر الإرهاب وفكره الضلالي كون أن مصر الأصيلة وأمنها جزءًا أصيلًا لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة برمتها، ويشكل الركيزة الأساسية والقوية للأمن القومي العربي .
إدانة كل أشكال الإرهاب والتصدي لتلك المجموعات الخارجة عن القانون هي مسؤولية جماعية ولا بد من التعاون الدولي في نطاق محاربة الإرهاب والحفاظ على خصوصية الأمن القومي العربي ضمن آليات المعركة الكبيرة والمتشعبة والتي باتت خطورتها تتجسد في استمرار تلك الهجمات على مراكز الأمن المصرية، والتي هي مخصصة للدفاع عن مكتسبات الثورة والشعب المصري وتخوض معركة مفتوحة ضد الإرهابيين والخارجين عن القانون ولا بد من إدانة جميع أشكال التطرف والإرهاب الذي يستهدف الأبرياء ويقود إلى زعزعة الأمن والاستقرار ويتنافى مع القيم الدينية والإنسانية جمعاء .
هذه الأعمال الإرهابية التي اقترفتها العناصر التكفيرية الإجرامية من خلال الفكر المتطرف والذي لا يمت للإنسانية بأي صله وما تمثله من نموذج للوحشية، التي ﻻ تقيم أي وزن للحياة الإنسانية بل تهدف إلى مزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في البلدان العربية والمنطقة وزرع الفرقة والفتن وتوسيع دائرة العنف وإراقة الدماء فيها وإلهائها عن القضايا المصيرية لشعوبها وتكريس الفوضى وإغراق المنطقة في بحر من الدماء.
إننا على ثقة كبيرة بقدرة مصر على تخطي كل الصعاب ومواجهة الإرهاب الأعمى وأننا نقف إلى جانب القيادة المصرية والشعب المصري الشقيق في هذه الظروف الصعبة ونعرب عن إدانتنا الكاملة لكل الأعمال الإرهابية المتواصلة في سيناء ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالتعازي والمواساة للقيادة والحكومة المصرية ولأسر الضحايا متمنين الشفاء العاجل لجميع المصابين من جراء هذا العمل الإرهابي المروع .
الإرهاب يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المجتمعات وأمن الإنسان في كل مكان ومن أجل مواجهة الإرهاب عملت القيادة المصرية وقامت بوضع قواعد وإجراءات قانونية لمكافحته، حيث جاءت هذه القواعد ضمن إطار دولي في مقدمتها قرارات مجلس الأمن، والتي بموجبها تلتزم الدول بتقديم تقارير إلى لجنة مكافحة الإرهاب حول القوانين التي أصدرتها لمنع ومكافحة الإرهاب وترتكز القوانين كذلك على الاتفاقيات الدولية التي تجرم الإرهاب، والتي وصل عددها 13 اتفاقية دولية حيث المطلوب من مجلس الأمن تفعيل هذه الاتفاقيات وأن يتم العمل لمكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي وأن لا تقتصر عمليات المكافحة على الصعيد العربي فحان الوقت ليأخذ المجتمع الدولي دوره في مواجهة الإرهاب .
تلك الوقائع الصعبة التي نعايشها في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب المنظم والذي يمارس من دون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني وكونه عملا يهدف إلى تدمير إرادة الإنسان وتكريس ممارسة الكراهية بين الشعوب، ولا يسعنا إلا أن نستنكر بشدة تلك الهجمات الإرهابية ونطالب مؤتمر القمة العربية القادم بسرعة تشكيل القوة العربية المشتركة لتأخذ دورها ومكانتها الطبيعية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين والمخاطر التي تهدد الواقع العربي .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

 

الكاتب : بقلم : سري القدوة - بتاريخ : 18/08/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *