الصمود المقدسي والتصدي لصفقة القرن
بقلم: سري القدوة
إن تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، خاصة ما يتعلق بالتوسع والبناء الاستعماري الاستيطاني، وفرض سياسات الضم والتهويد على الأرض، وإطلاق العنان للمستوطنين للاعتداء على أبناء شعبنا، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المقدسات الإسلامية المسيحية، وقد شكلت جملة استهداف الكوادر الوطنية والاستدعاء التي تجري لكوادر فصائل العمل الوطني، بما فيها استدعاء محافظ القدس عدنان غيث بشكل متكرر، وإغلاق المؤسسات في المدينة المقدسة، لن تكسر إرادة الصمود والتحدي لأبناء الشعب الفلسطيني في القدس وسيستمر دفاعهم عن مدينة القدس ومقدساتها بصدورهم العارية في ظل تواصل تضحيات أبناء شعبنا من أجل الاستمرار في نضال شعبنا وكفاحه، حتى الوصول إلى الحرية والاستقلال، وإن ما يقوم به الاحتلال من سياسات عنصرية بحق المواطنين في الأرض المقدسة، جريمة لا يمكن التغاضي عنها، ويجب مقاومتها بكل السبل المتاحة، وهي صرخة في وجه العدالة والقوانين الدولية.
وفي ظل ذلك وتلك الحالة الرهيبة التي تعيشها القضية الفلسطينية ومؤامرات التصفية ومخططات الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق صفقة القرن الأمريكية لا بد من العمل المشترك على المستوى الشعبي والوطني والرسمي العربي لمواجهة سلطات الاحتلال والاستمرار في احتضان قضية فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني في معركته من أجل التحرير والعودة وبناء دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس. إنه وفي ضوء هذا التصعيد الإسرائيلي المبرمج بحق أهلنا في القدس لا بد من العمل على تعزيز الموقف العربي والذي يجب أن يكون سندا للموقف الفلسطيني، وخاصة في إطار الأخطار المحدقة بالقضية الفلسطينية والمتمثلة بصفقة القرن، وخطة الضم، ومحاولة الاحتلال العمل على تمرير هذه الصفقة المرفوضة على المستويات الفلسطينية كافة.
إن الثوابت الفلسطينية واضحة وإن القيادة الفلسطينية تتجاوب بكل الثقة بالنفس مع كل المساعي الدولية الحقيقية لتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية والمتمسك بالثوابت الوطنية ورفض الضم وصفقة القرن وكل المشاريع الهادفة إلى تصفية قضيتنا، وإن هذا التناغم في الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي هو الذي سيؤدي لإسقاط كل الخطط التي تطال الأرض والمقدسات وأن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار يمر فقط عبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني .
إن محاصرة وتدمير كل المؤامرات التي تحاك للقضية الفلسطينية، مرهونة بوحدة وطنية فلسطينية وبموقف سياسي ونضالي وتنظيمي موحد، يرتكز على الشرعية الدولية كأساس للحل، إضافة لوجوب تحديد قواعد الاشتباك وفق منظور وطني موحد والحفاظ على استقلالية الورقة الفلسطينية وأهمية العمل على التأكيد أن فلسطين بحاجة لموقف عربي موحد عبر مقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وعزلها سياسيا على المستوى الدولي وفضح جرائم الاحتلال التي تمارسها حكومة التطرف والإرهاب اليمينية العنصرية المتطرفة .
إن القضية الفلسطينية هي قضية دولية وعربية وإسلامية، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وهي حامية الإرث الكفاحي والنضالي الوطني ولا يوجد قوة على وجه الأرض ممكن أن تنال من الشعب الفلسطيني وصموده ومسيرته النضالية وإنجازاته الوطنية، وأن التوافق على آليات إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وتجسيد شراكة وطنية حقيقية هي الأساس في وحدة الموقف السياسي والنضالي والتنظيمي ومستويات العمل الجماهيري في هذه المرحلة المقبلة مع ضرورة الوقوف إلى الحقوق الفلسطينية والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية كأساس ومرجعية شاملة لصناعة السلام العادل والشامل بالمنطقة تثمر عن قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها.
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com
الكاتب : بقلم: سري القدوة - بتاريخ : 15/09/2020