بالوحدة والإرادة قادرون على إفشال كل المؤامرات

سري القدوة

إن سياسة التشريد والقمع والإرهاب والاستيطان والتهويد، لن تنجح في طمس الهوية الإسلامية والعربية، وتدمير ما تبقى من معالم فلسطينية. فالشعب الفلسطيني، لن ولم يستسلم. ونحن هنا على أرضنا العربية الحرة باقون ومتجذرون.. في هذه الأرض متشبثون بحقوقنا وهويتنا الوطنية الفلسطينية، ومصممون على دحر الاحتلال، مهما طال وعتا، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
تنبعث في الأفق السياسي خطورة كبيرة في المرحلة الحالية، حيث تواصل حكومة الاحتلال فرض حصارها على القيادة الفلسطينية وعزلها الكامل لمدينة القدس إلى جانب ممارسات التهويد والطمس للهوية الإسلامية والمسيحية وفقاً لسياسة مبرمجة ومنهجية، ترمي إلى عزل المدينة المقدسة عن محيطها، وتهجير أهلها منها، وتنفيذ مخطط الضم لما تبقى من الضفة الغربية ضمن ما بات يعرف بصفقة ترامب ونتنياهو والتكتل الأمريكي الاسرائيلي العنصري الذي يقود مخططات التصفية للوجود والهوية الفلسطينية.
إن تلك المرحلة وهذه المؤامرات تشتد شراسة ووحشية وهمجية وما يمارسه جيش الاحتلال العسكري الإسرائيلي من إعدامات ميدانية واجتياحات يومية لمدننا وقرانا ومخيماتنا والتدمير والتجريف لأراضينا واستمرارها في حصار قطاع غزة وتنفيذ مخططات الضم بشكل مخالف للقوانين الدولية وما اقرته الامم المتحدة بخصوص وضع فلسطين وعضويتها كعضو مراقب الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع والعودة بالمنطقة وشعوبها إلى دوامات العنف ومربع الصفر ونقاط الخلاف الجوهرية على صعيد طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي ومفاهيمه وأدواته وأساليبه والحيلولة دون جعل السلام الشامل والعادل المنشود واقعاً ملموساً على الأرض مما يتطلب الزام دولة الاحتلال بالخضوع للإرادة الدولية والاستجابة لنداء السلام العادل والشامل ووقف سياسة الاستيطان والتهويد.
ولعل تلك الخطورة البالغة التي نتجت عن الحصار المالي للقيادة والحكومة الفلسطينية انعكست على مجمل الاوضاع الفلسطينية سواء في الاراضي الفلسطينية المحتلة او واقع الحياة الصعبة في مخيمات الشتات خاصة مخيمات سوريا ولبنان وما يتعرض له ابناء الشعب الفلسطيني من معاناة تفاقمت في ظل انتشار وباء كورونا وتوقف اليات المساعدات التي تقدمها منظمة التحرير الفلسطينية. فأوضاع المخيمات أصبحت تزداد سوءا في الوقت الذي ينشغل فيه العالم لتكون مرحلة من أسوأ المراحل التي يمر بها شعبنا ،لاسيما انه لا يزال يعاني من تداعيات النكبة ويعيش مشردا مهجرا في الوقت الذي تنعم فيه حكومة الاحتلال بالأمن والهدوء في أرض لا تملكها بوعد من الحكومة البريطانية سابقا والولايات المتحدة الامريكية حاليا حيث أعطوا الحق لدولة الاحتلال بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وأقروا هذا التمدد الاستيطاني، مما نتج توقف اتفاقيات اوسلو، والتراجع عن مبدأ حل الدولتين، وإدخال المنطقة في دوامة الصراعات والتناحر السياسي إلى ما لا نهاية.
بكل المقاييس، يبقى خيار السلام هو خيار الشعب الفلسطيني ولكن لا بد من أن يكون سلام عادل وشامل ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه والاعتراف بدولته المستقلة وعلى حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي وبعد كل هذه السنين أن يدركوا بأن القوة مهما عظمت لن تحل هذا الصراع وبأن الاستيطان والحواجز والجدار والحصار لن تقتل إرادة الشعب الفلسطيني وتصميمه على نيل حريته واستقلاله وأن الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا بنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وإن إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين، سيكون الحد الأدنى لرفع الظلم التاريخي الذي أوقعته النكبة وسياسات التكتل العنصري بالشعب الفلسطيني.
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : سري القدوة - بتاريخ : 20/06/2020