في الوقت الذي تتعافى الاقتصادات العالمية من تداعيات الأزمة الصحية كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية منذ بداية سنة 2020، تفاجأ العالم بأزمة جديدة يمكن تصنيفها في إطار الحرب التجارية أو الحرب الاقتصادية، مباشرة بعد إعلان البيت الأبيض خبر فرض الرئيس الأمريكي ترامب مجموعة من الرسوم الجمركية على مجموعة كبيرة من دول العالم.
قرار وصفه الخبراء الاقتصاديون والسياسيون بالحرب التجارية التي خلقت قلق المستثمرين وتخوفهم من أزمة اقتصادية عالمية تؤدي إلى ركود الاقتصادات العالمية وتراجع النمو الاقتصادي والاجتماعي.
قبل الإجابة عن سؤال تداعيات الحرب التجارية( ترامب ) على الأسواق المالية والاقتصادات العالمية لا بأس أن نقف عند بعض ما جاء في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي الدولية المهتمة بمصير ساكنة العالم.

حسب موقع الجزيرة  :
«ترامب يعتبر الرسوم « دواء» ويشترط للتفاوض بشأنها» :
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن قادة أوروبا باتوا يرغبون في التفاوض عقب دخول الرسوم الجمركية على بضائعهم حيز التنفيذ، مؤكدا أنه لن يفاوضهم حتى» يدفعوا مبالغ طائلة للتعويض على استغلال الولايات المتحدة لعقود».
ووصف ترامب الرسوم الجمركية الشاملة، بأنها «دواء يهدف إلى معالجة أمراض الاقتصاد الأمريكي»، معلنا أنه غير قلق بشأن الخسائر التي أفقدت أسواق الأسهم في أنحاء العالم تريليونات الدولارات من قيمتها.
بخصوص تراجع الأسواق المالية الدولية التي زعزعت السوق النقدي والمالي ودائما حسب موقع الجزيرة:
«  أكد ترامب أن بلاده أصبحت «أقوى بكثير» منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبرا أن التراجع الذي تشهده الأسواق لم يكن قرارا متعمدا من جانبه. وقال إنه يريد إيجاد حل «للعجز الذي لدينا مع الصين ومع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى».
وأضاف «لا أريد تراجعا في أي سوق، لكن في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي»، في إشارة إلى اعتماد الاقتصاد الأمريكي على الواردات، مشددا على أن «الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية».»
نفس المنحى والتحليل نشر بموقع فرانس 24   (France 24.)

«رسوم ترامب الجمركية تربك أسواق المال العالمية وسط «انهيار تاريخي» للبورصات».

أحيى سوق الأسهم في آسيا وأوروبا الاثنين بعد الرد الصيني على الرسوم الجمركية الأمريكية الباهظة، اضطرابات مماثلة في البورصات بعد جائحة فيروس كورونا والأزمة المالية العالمية الأخيرة. حتى أن بعض المحللين اعتبروا أن الانهيار الحالي للبورصات «تاريخي» ووصفه البعض الآخر بمثابة «حمام دم». في المقابل، رأى دونالد ترامب أن الرسوم التي فرضها، هي دواء «لإصلاح شيء ما» ، وبأنه غير قلق من الخسائر.
* هل فعلا يعيش الاقتصاد العالمي أزمة وصفها الخبراء الاقتصاديون والماليون بحمام دم ؟؟؟
تراجع مؤشرات معظم البورصات العالمية ليوم الاثنين 07 أبريل 2025 دفع خبراء المال والأعمال يصفون تراجع سوق الأسهم في البورصات العالمية بما فيها آسيا وأوروبا  بمثابة الانهيار «التاريخي» بل إن البعض وصفه بمثابة «حمام دم» خصوصا بعد قرار رد الصين على الرسوم الجمركية المفروضة من طرف ترامب.
* ماذا عن رد فعل دول العالم على قرار ترامب؟؟؟
ابرز قرار هو رد الصين  بفرض رسوم مضادة التي أثارت  مخاوف من حرب تجارية عالمية وركود اقتصادي.
حسب وزير الخزانة» سكوت بيسنت»  أكثر من 50 دولة بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة منذ إعلان الأربعاء الماضي.
كما صرح وزير التجارة «هوارد لوتنيك»  في حديث لقناة (سي.بي.إس) إن الرسوم الجمركية ستبقى سارية «لأيام وأسابيع».
عكس قرار الصين أكد الرئيس التايواني « أن تايوان لن تفرض رسوما جمركية بالمثل على الولايات المتحدة بل ستقوم باتخاذ خطوات تنازلية وتستورد المزيد من السلع الأمريكية لتقليل العجز التجاري، وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الشركات التايوانية أن تستثمر أكثر في الولايات المتحدة، ويجب خفض الحواجز التجارية التي تواجهها الشركات الأمريكية».
للتذكير فان نسب الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب تراوحت على اللوحة بين 10% و49%.
هذه بعض معدلات الرسوم الجمركية الجديدة التي عرضها ترامب على بعض الدول.

الجزائر 30 %
عمان 10 %
أوروجواي 10 %
جزر الباهاما 10 %
ليسوتو 50 %
أوكرانيا 10 %
البحرين 10 %
قطر 10 %
موريشيوس 40 %
جزر فيجي 32%
أيسلندا 10%
كينيا 10%
إمارة ليختنشتاين 37%
جيانا 38%
هايتي 10%
البوسنة والهرسك 35%
نيجيريا 14%
ناميبيا 21%
سلطنة بروناي 24%
بوليفيا 10%
بنما 10%
فنزويلا 15%
مقدونيا الشمالية 33%
إثيوبيا 10%

* ماذا عن السوق المالي المغربي «بورصة الدارالبيضاء «؟
نفس السياق الذي عرفته البورصات العالمية ليوم الاثنين 07 أبريل 2025.
عاشت بورصة الدار البيضاء، أسوأ عمليات التداول خلال العام الجاري، حيث أنهى مؤشرها الرئيسي “مازي” تعاملاته على انخفاض ملحوظ بلغت نسبته 5,38 %  ليستقر عند 16.304,66 نقطة، ما يعكس تخوف المستثمرين.
كما سجل مؤشر “MASI.20″، الذي يعكس أداء 20 شركة  مدرجة أسهمها ببورصة الدارالبيضاء انخفاضا بنسبة 5,71 %  إلى 1.323,14 نقطة، فيما سجل MASI.ESG، مؤشر الشركات الحاصلة على أفضل تصنيف ESG، خسارة بنسبة 4,66 %  إلى 1.126,56 نقطة.
السؤال المطروح: ماهو موقف ورأي الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمستثمرين في تداعيات الحرب التجارية الجديدة على الاقتصاد المغربي والسوق المالي ؟